أشد أزمة حالية تواجهها الإنسانية هي أزمة المهاجرين نتيجة عكستها تدفق الأفواج السورية الكبيرة والعراقية ومن شمال أفريقيا التي لاتجد أي وسيلة إلا وسلكتها ومن شعاراتهم نموت أو نعبر .. سببها خيارات خاطئة تبنتها الولايات المتحدة الأمريكية تجاه محاربة الدولية اللااسلامية وخاصة في العراق وسوريا وإقرارها بما حدث من مشاهد مأساوية تقوم بها جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة والجيش غير الحر في سوريا .. وتنظيم داعش المجرم وحاضنته النواصب في العراق ..
الكثير من الناس تعيش حالة مزرية في هذه البلدان مما الجئتها الى أسوء الحلول في عالم متغير باستمرار ..البعض وصلوا والبعض ممن عاندهم الحظ ذهبوا طعما لمياه البحر أحسنت فعلا السيدة ميركل تجاه هذه الحالة الطارئة التي أوجدها الأشرار وساهمت بشكل فعال في احترام المعايير الإنسانية مما كان لها الأثر الريادي في تحريك ضمير باقي الدول الأوربية ولفت انتباهها في استضافة قسم من المهاجرين والتي تصرف بعض دولها بغرابة ..من المسئول عن هذه الكارثة .. عدو يستخف بحياتنا أم مسئولي الفساد والصدفة ؟ التكفير والفساد من اهم أسباب الهجرة غير الشرعية وترك البلد .. ومن المسئول عن بقائهم على قيد الحياة في حرب قاسية الطبيعة ..أم الإنسان .
ان هذا الحدث المذهل من المؤسف ان يمر في بلاد غريبة بسبب سياسات فشلت في طرد الأشرار التي طردت أبناء البلد من جذورهم في طريقة تغلبت فيها خطى تمددت بفعل إشارات وإمدادات خارجية لا تريد لبلادنا أن تنهض حضاريا وعلميا ..إنها نموذج لسلسلة احباطات سيئة وحروب وصراعات لم تكتمل تمثلت في التفريط بالأرض والهيمنة الاقتصادية والجهل وهي أدوات الأساس في كل الذي حصل وما احتاجته بعض الذي ما نطلق عليه القارة العجوز لنصل الى هذا النوع من البرنامج ألتدميري الجديد في حياة الإنسان العربي بحلقات مدهشة لا تنتهي .. نحن نواجه مشكلة هروب الطاقات الشابة وما تواجه من كوارث تلحق بهم من بلد الى آخر مختارين ومضطرين ونحن جالسون ونستمتع بالمشاهد القاسية قسرا ونفكر بطريقة متخلفة في مواجهة التقدم المتدني لشعوب تراوح في مكانها لقرون طويلة وماذا نوفر لأوطاننا من دواء لإنقاذها من سطوة الأمراض المستوطنة فيها .. وماذا ينتظرنا إذا لم ننتصر على التنظيمات التكفيرية وعلى الفاسدين الذين خنقوا الحياة في بلادنا .. الأمر الذي سبب لنا الحال الذي أمرضنا وخلق مناخ هيأ للأحداث المأساوية .. وليست مصادفة ان يشاطر الإرهاب المهاجرين عن أوطانهم في خلق ضرر مهلك !!....... رصد أوجاع الناس وهمومهم هي من التجارب الإنسانية قد نقف عندها عاجزين في البحث عن مخرج في مواجهة لهيب نارها وربما ظهور المشكلة بوضوح يدعونا الى التفاؤل في جهود مثمرة في اتساع ظاهرة الأمل التي ربما يصنعها الشعب .. أو الحكومة.
https://telegram.me/buratha