شكّل التحالف الدولي ضد داعش والتي قادته الولايات المتحدة الامريكية، بخطواتها الخجولة و بشعارات وعناوين غير واقعية حالة من الارباك وزاد الطين بلة ، وتبين بعد اكثر من سنة ان العمليات الجوية على بؤر الظلام غير جدية في القضاء على هذا التنظيم الإرهابي .والتي اوجدت هذا الجرثومة الخطرة في المنطقة لاسيما ان كل الوقائع الميدانية في الحرب عليها اثبتت ان ما يسمى بالتحالف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة الامريكية ما هو الا كذبة كما هو حال داعش بحد ذاته صناعة الارادة الامريكية لاشاعة الفوضى الخلاقة وضمن استراتيجية بعيدة المدى لتنفيذ مخططات تقسيم واستنزاف قدرات المنطقة. والدعم إلا محدود للدول الخليجية التي حاولت في الايام القليلة الماضية الاخيرة في زيارة لولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من تقديم الرشا لروسيا ومحاولة اقناع الرئيس فلاديمير بوتين بمبلغ يقدر بحوالي 300 مليار دولار بمشاركة قطر مقابل التخلي عن الدفاع عن الرئيس بشار الاسد . والصفعة القوية التي تلقاها العاهل السعودي والوفد المرافق له برفض هذا المقترح لانه اي (بوتين )لايغدر بالاعداء فكيف به ( الاسد ) من الاصدقاء كما صرح به نفسه امام الوفد.
يظهر أن هذه الدول وبشكل لا يقبل اللبس لا ترغب بالقضاء على داعش ولاتستحي من اعمالها , لان الخطة المرسومة لداعش وجبهة النصرة والعصابات من مثلها هي إسقاط نظام بشار الأسد نهائيا على حساب الشعب السوري, لمواقفه الرافضة لسياسة مساندة الكيان الصهيوني , ودعمه المتواصل لمحور المقاومة وحزب الله في لبنان,
ولكن دخول روسيا المفاجئ كلاعب سياسي ومباشر في عملية القضاء على الإرهاب وبقوة يعطي انطباعا واضحا بأن الارهاب يشرف على النهاية ولايهمها الانتقادات تجاه مشاركتها الحرب في القضاء على بؤر الفساد والاجرام من قبل الولايات المتحدة الأمريكية .
إن مشروع الخلية الاستخباراتية بين روسيا , وإيران , وسوريا , والعراق بإعلان الرئيس الروسي ( فلاديمير بوتين ) لمحاربة عصابات داعش الإرهابية بالتعاون مع العراق من خلال (مركز تبادل المعلومات في بغداد) الذي بدء عمله فعلاً , وتأكيد ( الرئيس بوتين بقوله إن الطريق الصحيح الوحيد لمكافحة الإرهاب يتمثل بالقيام بخطوات واقعية للقضاء على المسلحين الإرهابيين وطردهم من المناطق التي يسيطرون عليها ) والايام الماضية اثبتت بأن التحالف الرباعي الجديد أكثر فاعلية من التحالف الدولي في حسم المعارك مع التنظيمات الإرهابية، الاطراف الاربعة تتمتع بحقوق متساوية في هذا المركز المعلوماتي والمهمة الاساسية التي تم تشكيل خليتها بمو جبها هو العمل على كشف مواقع تجمعات الارهابيين وتحركاتهم . مع الحفاظ على كامل الاراضي للدول المتجاوز عليها من قبل هذا العصابات وإيران اول تلك الدول المشاركة والتي عملت بكل جد وقدمت الشهداء في هذا الطريق ودون ترديد لحماية السيادة العراقية والسورية من التدخلات الخارجية بعد ان بان زيف التحالف الدولي الامريكي في محاربة داعش الإرهابي. ويبرز في هذا المجال وبشكل واضح الدور الايراني الايجابي، الذي ساعد العراق، بجدية ودعم ملموس بعيداً عن البخل، تسليحاً واستشارةً في معارك امرلي وجرف النصر والدفاع عن المقدسات في سامراء وحماية مدينة بغداد ، ووقفت للدفاع عن مدنه فيما نأت دول اخرى لاسيما الخليجية منها، عن المشاركة في الحرب على الإرهاب الا بالقدر المحدود والذي لا يؤثر أصلا في اتجاهات الحرب انما كغطاء على تأمرهم على حضارة المنطقة وتاريخها ومساعيهم في تقسيمها. ولم يعد الحديث مقصورا على وسائل الاعلام، بل انه اصبح حقيقة واضحة للعيان .
المرحلة الماضية اثبتت فشل واشنطن ومن معها من القيام بدورها ومهامها في محاربة داعش وضعف الضربات الجوية للتحالف الدولي لابل اتهمت بتقديم العون والمساعدات التسليحية واخرها وباعترافها بتزويدها بكمية تبلغ خمسين طن من المساعدات عن طريق الجو وكشف عنها مسؤولون امريكيون.
كما لاننسى ان هناك جهات سياسية متعددة تسعى إلى عرقلة انتصارات القوات المسلحة العراقية و الحشد الشعبي والقوات الامنية المساهمة وكذلك مساعي الحكومة المركزية لمحاربة الارهاب والقضاء على داعش في العراق . فمنذ إعلان تشكيل الخلية الاستخباراتية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي ، فان قوى واطراف سياسية عراقية معلومة الحال والاهداف تحاول عرقلة هذا المشروع لمحاربة الارهاب والقضاء عليه، استجابتاً لمقتضيات تبعيتها لدول اقليمية معروفة والعمل بالضد من التعاون الجديد .واخذ البعض يروج بأن هذا التوافق يجعل السيادة العراقية في مهب الريح، ويحوّل العراق إلى ساحة لتصفية الخصومات الدولية على حساب أرضه وشعبه ومستقبله.
و بمجرد ما اعلن عن اتفاق بين روسيا وسوريا والعراق وإيران لإنشاء مركز معلوماتي في بغداد يضم ممثلي هيئات أركان جيوش الدول الأربع، سارعت بعض الوجوه السياسية المحلية إلى النأي بنفسها عن هذه الخطوة لانها لا تريد القضاء على داعش أو على الأقل تعرقل الحرب لهزيمته في اصدار البيانات. والتشكيك بهذا التنسيق المهم الجديد مدفوعة من قبل تلك الاطراف الإقليمية المعروفة بعدائها للوطن والدين ولمستقبل المنطقة ومشاركة فعالة بتمزيقها .
ونستغرب من مواقف هذه القوى السياسية المحلية التي تدعي محاربتها لداعش وترفض تأييدها للتحالف ضد الارهاب، في الوقت نفسه تأخذ كل مزاياها وحقوقها من الدولة وتعيش على خيراتها، والمطلوب من الحكومة عدم تمويل أي جهة لا تبرهن بصورة فاعلة مشاركتها في الحرب على الإرهاب.
وكما ان هناك البعض الاخر يعمل ويريد أن يسعى قُدُماً في توظيف الازمة الأمنية الناتجة عن احتلال تنظيم داعش الإرهابي للمدن العراقية المختلفة مثل الموصل والرمادي وصلاح الدين المحرر الان وأجزاء من مناطق شمال وغرب العراق، بالاستحواذ على المناطق المتنازع عليها، وقضم الأراضي التي تسكنها العشائر من مختلف الاطياف والتي تعايشت منذ الاف السنين
ان الدول المتضررة ر من الارهاب عليها ان لاتنتظر او تتردد في تفعيل التحالف الرباعي في الميدان واقتصاره على المعلومة الاستخبارية فقط بعد ان اثبتت الضربات الروسية في سورية فعاليتها وجديتها بعيدا عن التحالف الدولي الذي تزعمته واشنطن والذي ثبت انه ينفذ ستراتيجية امريكية بعيدة المدى لاطالة الفوضى ودعم داعش بما يؤدي الى خدمة ذات الاستراتيجية انفسها في تقسيم العراق والمنطقة.
https://telegram.me/buratha