المقالات

أسرار تردد ألعبادي بالموافقة على الطلب الروسي

1156 14:45:43 2015-10-17

نقلت صحيفة الحياة اللندنية, في عددها الأخير خبرا, أن حكومة حيدر ألعبادي, وبعد نقاش حاد وطويل بين أعضائها,واتصالات مكثفة, مع عدة مكونات سياسية, أرجئت البت في توجيه طلب إلى روسيا, بشان مشاركة الطيران الروسي, في قصف عناصر تنظيم داعش الإرهابي, داخل الأراضي العراقية,وأضافت الصحيفة حدث هذا تحت ضغط هائل من الولايات المتحدة, التي ترى في دخول روسيا الساحة العراقية, تجاوزا لخط احمر أمريكي, وخروجا غير مقبول عن قواعد اللعبة.

الحقيقة الأولى المهمة إن تحالف أمريكا وخلال عام, لم يقدم شيء حقيقية في حرب داعش, بل كان أداءه ضعيفا, وكان احد أسباب تمدد داعش جغرافيا, بالإضافة إلى عمل أمريكا, على عرقلة إيصال السلاح للعراق, مما يعني, أنها كانت تريد للعراق إن يغرق, في فتنة داعش, هذا الأمر ليس خافيا عن الحكومة العراقية, خصوصا إن استمرار الحرب, يعني غرق العراق بسبب تكاليفها الباهظة, مما يوجب عدم الركون للإدارة الأمريكية, لأنه يعني الضياع التام.

أمريكا تعتبر أي تدخل في العراق, من دون الرجوع لها خط احمر, بحسب اللعبة العالمية بين القوى الكبرى, التي قسمت البلدان بينها, فلا يمكن لروسيا أن تتدخل إلا بطلب عراقي, هكذا هي أصول اللعبة.

ألعبادي يعاني كثيرا هذه الأيام, نتيجة عدم قدرته التوصل لقرار صحيح, بفعل الضغوطات الأمريكية, التي تطالبه برفض العرض الروسي, وبين جهات سياسية تطالبه بان يكون شجاعا ويقبل الطالب الروسي, وعندها ستنسق روسيا مع أمريكا, لكنه بقي خائفا مرتبكا, لا يقوى على اتخاذ قرار اكبر منه, فالصدفة هي التي أتت به لهذا الموقع, مما يعني انه سيضيع علينا الزمن, وفرصة ذهبية للخلاص السريع من الدواعش. 

نظرة سريعة للإحداث في سوريا, نجد إن الضربات الروسية بأيام, حققت ما لم يحققه التحالف الأمريكي, بسنة وثلاث أشهر, أي إن روسيا جادة في حرب الإرهاب الداعشي, ومن هنا تأتي المخاوف الكبيرة, لأمريكا وأعوانها في الداخل العراقي والدواعش.

بعض ساسة أهل السنة, وجودهم السياسي مبني على استمرار وجود داعش, , فهؤلاء يتاجرون بقضية أهل الستة, فالفوضى الحالية لمناطق تواجد أهل السنة, تسمح لهم بالاستمرار سياسيا, مع فشلهم وفسادهم, إلا إن الوضع القلق أبقاهم, هؤلاء ترعبهم روسيا, لأنها جادة في ضرب داعش, مما يعني عودة مناطقهم إلى الاستقرار, وبالتالي قد يتركهم الناس وينتخبوا غيرهم, خصوصا مع فشلهم السياسي الفاضح, والذي يدركه أهل السنة اليوم, لكن العجيب موقف ألعبادي, وسيعيه لإرجاء الموافقة. 

البعض الأخر من ساسة السنة, يعتاشون على وجود داعش, اقتصاديا وسياسيا, نتيجة مبيعات السلاح والنفط المتبادلة, وهي مكاسب يومية بالمليارات, بالإضافة إلى أنهم لديهم اتفاقات مع داعش, تعطيهم قوة كبيرة في المناطق السنية, فان وافق ألعبادي على طلب روسيا, يعني غلق باب المكاسب, وغروب شمس قوتهم, لذا يسرعون إلى الرفض, وتعطيل الموافقة على الطلب الروسي, والغريب إن يستجيب ألعبادي لضغوطهم.

البعض الأخر من ساسة أهل السنة, يعتبر نفسه في محور أمريكا, فهو يرفض ما ترفض, ويقبل ما تقبل, لذا يعتبر إيران عدو, ويعتبر سوريا الأسد عدو, ويعتبر روسيا عدو, لذا طبيعيا إن يسرع هؤلاء, للرفض والضغط لإفشال مشروع القضاء على داعش, والأغرب إن يوافقهم ألعبادي ضمنا, من خلال موقفه المرتبك.

ألعبادي اليوم بين خيارين, إما إن يتحول لبطل تاريخي, وهذا يتطلب جرأة في اتخاذ القرار, أو يغرق مع فريق داعش, عند استسلامه للضغوط.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك