المقالات

((الشعارات الحسينية... بين الموروث والحداثة ))

1419 12:56:26 2015-10-17

كثير ما نستعد ماديا وروحيا لاستقبال شهر محرم من شراء الملابس السوداء ورفع الرايات والشعارات وإقامة مجالس العزاء وغيرها , وننسى أن نهيئ أنفسنا فكريا وروحيا لدروس الثورة الحسينية المباركة, بعد أن تمتلئ طرقاتنا بالمأكولات والمشروبات وكأننا في مهرجانات فرح دائم همنا الأول والأخير الطعام والشراب وننسى أن الحسين قُتل عطشاناً في ارض كربلاء وننسى أيضا لماذا قتل الحسين عليه السلام ,ما لا يعجبني في عاشوراء.. أن تتنافس المآتم الحسينية الرجالية والنسائية وخصوصاً الرجالية منها بتقديم المأكولات والمشروبات وتكون منافستهم الوحيدة على الأفضل والأكرم في تقديم المأكولات وتنسى القيمة الحقيقية والرسالة العلمية للمآتم الحسينية , والبلد يمر بمعركة تاريخية يقاتل فيها أبنائه مغول العصر داعش ومن ساندهم من شذاذ الأفاق وهم أولى بتلك المأكولات والمشروبات التي يمكن تحويلها كمبالغ نقدية إليهم عن طريق فتح حساب مركزي لدعم المعركة ورجالها الشجعان ..وتلك الفتيات اللاتي يحضرن لتعزية أبي عبد الله الحسين وهن في قمة أناقتهن وتبرجهن يتبادلن الحديث والابتسامات أثناء قراءة الخطيب أو الخطيبة وكأنهن يشاهدن برنامج تلفزيوني أو يستمعن لبرنامج إذاعي ولا ترمش لهن طرفة عين ولا يرجف لهن قلب على مصاب الإمام الشهيد الذي حارب القوى المتكبرة التي استولت على الحكم ..

كما نشاهد هناك شباب واقفين بقصة شعر غربية وعطور فواحة وسلسلة متدلية على الصدر يتفرجون على العزاء ولا يشاركون الآخرين ما هم عليه , البعض منا يعتقد خطأً أن مسألة عاشوراء مسألة وقتية لا نستفيد من أهدافها وقيمها طوال حياتنا باعتبار الإمام عليه السلام رمزاً للبطولة والتضحية وليس رمزاً للبكاء والعويل وضرب الرؤوس بالقامات والتراجيديات الحزينة ونسينا الدروس المستوحاة من هذه الثورة المباركة ونسينا كذلك أن الحسين وصحبه الإبرار قدموا لنا أروع نموذج للتضحية والفداء وأكبر من تلك التي نعملها في مآتمنا النهارية والليلية وأحياناً نستمر في العزاء على الحسين إلى وقت متأخر من الليل ومن ثم نتكاسل عن أداء فريضة صلاة الصبح... متناسين أن ثورة الحسين ما قامت إلا من اجل المحافظة على الصلاة والالتزام بمبادئ الإسلام الأصيلة وكثير ما تسير مواكب المعزين مخلفةً وراءها أكوام هائلة من القمامة ، ويتناسى المعزون عند شربهم وأكلهم بأن هناك حاويات للقمامة موجودة في أماكن متعددة , ما يدفع الشباب المتطوع لجمعها ووضعها في المكان المناسب لها تطوعاً منهم لهذه المهمة والشعيرة المقدسة,وأخيرا أتمنى من الإخوة القائمين على تلك المواكب أن يختاروا الشعارات التي تجمع ولا تفرق تقدم ولا تأخر تتماشى مع العصر وثورة المعلومات , لان العالم أصبح قرية صغيرة بفضل ثورة المعلومات والاتصالات , يرانا العالم يومياً من خلال وسائل الاتصالات المتعددة ويحكم علينا, فلنغير أنفسنا وشعاراتنا بما يتلاءم مع العصر ونأتي بما هو جديد ونبتعد عن ما هو قديم ولا نكرر نفس السيناريو والمشاهد مثلما هي سنويا , لأن العالم في حالة تغيير شامل والعادات والتقاليد والشعارات تتطلب منا التغيير بين فترة وأخرى, وما كان مقبولا في السابق أصبح اليوم غير مقبول اجتماعيا وحضارياً .. والله من وراء القصد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك