المقالات

تقسيم الأدوار الإلهية في النهضة الإسلامية

1251 12:38:01 2015-10-17


لقد جعل الباري جل جلاله, أدواراً للرسالات السماوية, فقال عز من قائل" وما أرسلناك إلا شاهداً ومبشرا ونذيرا" الفتح 8, ثم جعل الإمامة والوصاية في أولي العلم, واختار لهم رجالاً شدادٌ غلاظٌ على الكفار.

بعد رحيل الرسول صلى الله عليه وآله, حاول المُنافقون حَرف مسار الرسالة المحمدية, فَوُضِعَ الحكم في غير أهله, وقد كان الوصي حاضراً, ليقوم بالحفاظ على الثوابت الإلهية, ذلك هو علي بن أبي طالب عليه السلام؛ الذي قال به رسول الرحمة, عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم:" ألا ترضى أن تكون مني, بمنزلة هارون من موسى", فغدر به القوم كغدر بني اسرائيل بهارون.

قام أمير المؤمنين علي عليه السلام, بتأهيل الرجال الخُلَّص للمرحلة الثانية, فكل تراث يحتاج إلى حافظين أمناء, لهم قدرة على نصر عقيدتهم, واذكر منهم, سلمان المحمدي, أبو ذر الغفاري, الاحنف بن قيس, الأصبغ بن نباته, عمار بن ياسر, حِجر بن عدي, رشيد الهجري, صعصعة بن صوحان العبدي, عبد الله بن عفيف الأزدي, مسلم بن عوسجة, وغيرهم ليكونوا سواعدا معاضدة, وأفواها صارخة بوجه الباطل.
تم تعطيل وتقليص دور آل البيت النبوي, في العصر الأموي, للاجتهادات الخاطئة, والحكم بالأهواء الشخصية والسياسية, مما سبب أوضاعاً سيئة, من التخلف والإحباط, فحاول الأئمة عليهم السلام, أن يعيدوا الحق إلى نصابه, وخير مثال على ذلك, هو دور الأئمة الثلاث, علي وولديه الحسن والحسين عليهم السلام, فتسلم الوصي الإمام الأول القيادة الفعلية, فحارب المارقين والقاسطين, إلى أن اغتيل في شهر رمضان ليلة القدر.

تصدى الإمام الحسن عليه السلام, بعد ذلك اول خلافته, ليوطد في الاتفاق بينه وبين معاوية, حق آل البيت بالخلافة, فيكون ولي العهد, فإن وافاه الأجل, يكون الأمر للحسين عليه السلام, وقد رسخ بذلك السعي, لإذكاء التضحية لواقعة كربلاء, ونصرة الحسين عليه السلام, إلى أن دُسَّ له السم, على يد زوجته جعدة بن الشعث.

بعد ممات معاوية, الذي نقض العهد, بوصيته للخلافة من بعده ليزيد ابنه, المعروف عند كافة المسلمين, بشربه الخمر وملاعبة القرود, ولهوه مع الغلمان, فأرسل يزيد للحسين عليه السلام, طالبا بيعته وإن لم يفعل, فَيُقتل ولو كان معلقا بأستار الكعبة, ليخرج أبي عبد الله قاصداً الكوفة, بعد ان أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل عليه السلام.

أثناء سير الحسين وعياله, اعترضهم الحر بن يزيد الرياحي, وجانبهم إلى أن وصلوا أرض كربلاء, ليجتمع جيش قوامه عشرات الآلاف, ويحيط بمعسكر الحسين عليه السلام, الذي لم يكن سوى أكثر من المائة بقليل؛ هذا الجيش المؤمن, يجمع ما بين إخوته من أبيه, وولده وولد أخوته, وأصحابه الخلص. 

فقضى شهيداً مع كل من حارب معه, لِيُذكي مع تلك النخبة المؤمنة بالحق, روح التضحية والفداء, ورفض الظلم والطغيان, فأصبحوا نبراساً للثوار, وعنواناً للنيل الحرية, وحفظ الخط الاسلامي الأصيل, وعنوانه نصرة آل البيت عليهم السلام, بالغالي والنفيس.

ذلك ما قدمه الصحابة, لفهمهم ووعيهم للرسالة المحمدية, والثورة الحسينية, فلو وعى مجتمعنا ساسة وحكاماً وشعوباً, معنى تلك الثورة, لما وصل المسلمين في أصقاع الأرض, لهذه الحال المزرية, من الظلم والتقاتل والفساد.

خرج الحسين عليه السلام, مصلحا لما أفسده بنو امية, وما أمَسَّنا الان إلى منادٍ بالإصلاح, لتعزيز قول الباري عز وجل{كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" آل عمران - 110

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك