المقالات

هل يتحول الغبي إلى إمبراطور!؟/ حيدر حسين سويري

3400 09:34:31 2015-10-15

حيدر حسين سويري

يُحكى أنهُ: حلَّ معلمُ اللغةِ العربيةِ محل زميلٍ لهُ غادر لإكمال دراستهِ العُليا، وحين بدأ درسهُ الأول مع تلامذته، سأل أحد التلاميذ سؤالاً، وبعدُ لم يُجب التلميذ عن السؤال، ضحك جميع التلاميذ؛ ذُهلَ المعلمُ وأخذتهُ الحيرة والدهشة، حيث ضحك التلاميذ لم يكُ لهُ مبرراً، لكن خبرتهُ التربوية، علمتهُ أن وراء ضحك التلاميذ سبباً، فأدرك من خلال نظراتهم سر الضحك، وأن ضحكهم كان لوقوع السؤال على تلميذٍ غبيٍ في نظرهم!
إنتهى الدرس وخرج التلاميذ، فنادى المعلم التلميذ المسؤول وإختلى بهِ، فكتب لهُ بيتاً من الشعر على ورقةٍ وناولها إياه، وقال: يجب أن تحفظ هذا البيت كحفظ إسمك، ولا تخبر بهِ أحداً.
في اليوم التالي، كتب المعلمُ البيت الذي حفطهُ التلميذ، على لوحة السبورة، وقام بشرحهِ مبيناً فيه المعاني والبلاغة والبديع، ثم مسح البيت، وقال للتلاميذ: من منكم حفظ البيت فليرفع يدهُ، فلم يرفع أيٌّ من التلاميذ يده سوى ذلك التلميذ، لكنهُ رفع يدهُ بإستحياء وتردد، قال المعلم للتلميذ: أجب، فأجاب التلميذ بتلعثم، وعلى الفور أثنى عليهِ المعلم ثناءً جميلاً عطراً، وأمر زملاءهُ بالتصفيقِ له.
التلاميذُ بين مذهولٍ ومشدوهٍ ومتعجبٍ، ومستغرب!؛ تكرر المشهد خلال أيام الأسبوع، بأساليب مختلفة، وتكرر المدحُ والإطراء من المعلم، والتصفيق الحاد من التلاميذ، حتى بدأت نظرتهم تتغير نحو ذلك التلميذ، والذي بدأت نفسيتهُ تتغير بالمقابل، بدأ يثقُ بنفسهِ ويرى أنهُ تلميذٌ ذكيٌ وغيرُ غبيٍ كما كان يصفهُ الجميع، فقد شعر بقدرته على منافسةِ زملائهِ بل والتفوق عليهم، وثقتهُ بنفسهِ دفعتهُ إلى الإجتهاد والمنافسةِ والمثابرةِ والإعتماد على الذات. 
جائت الإمتحانات النهائية، فنجح التلميذُ في كافة المواد المقررة، ودخل المرحلة الثانوية بثقةٍ أكبر وهمةٍ عالية، فزاد تفوقه وحصل على معدل عالٍ أهلهُ لدخول الجامعة، ولقد أنهى دراسته الأولية فيها بتفوق، فواصل دراستهُ وحصل على الماجستير، وهو يستعد الآن للحصول على شهادة الدكتور، فكتب قصة نجاحهِ في إحدى الصحف، مثمناً وشاكراً لمعلمهِ صاحب البيت الشعري، الذي أوصله لما هو فيه الآن.
من غرائب السياسة العراقية، أن يخرج أحد أكبر قيادات حزب الدعوة ومفكريها(عزت الشابندر)، ليقول عن القيادي في حزبهِ، ورئيس وزراء العراق حالياً: "أنهُ أغبى تلميذ كان عنده!" وكان الأجدر بهذا المعلم وحزبهِ، أن يقف بجانب العبادي، كما وقف المعلم المذكور في قصتنا.
بقي شئ...
العبادي الضعيف كما أشاع عليه أبناء حزبه، سيكون قوياً بسبب الدعم الكبير من كتلتي المواطن والأحرار، على أن يثق بنفسه، وأن لا يستمع لأبناء حزبهِ المتعالين عليهِ، الراكعين أمام عجلهم المزعوم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك