غَبِيّ مَنْ لا يَعْرِفَ الحقيقة! وهُنالكَ حَديثٌ يقول: "سَلْ عَنْ أُمُور دِينِكَ حتى يُقالْ عَنكَ مَجنونْ"، وهذا مُنطلق للبَحثِ عَنْ الحَقِيقَةْ، ومِسِكينٌ مَنْ لا يَعرِفُها !.
الفاشل تراه دائما يقلد الآخرين، لكن ليس بنفس الطريقة! ويستعمل طريقة مغايره! وتفشل لأن طريقته تتوافق مع نفسه الشريرة، التي لا تريد الخير للآخرين! فتراه يتشدق ويناور ويروغ ويلتمس لنفس الأعذار دائما، ويلقي فشله واللوم على الآخرين ويبقى هكذا .
تيار شهيد المحراب وأسمه الأصلي الجهادي، "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق" الجناح المسلح الوحيد القادر على مواجهة صدام، في ثمانينات القرن العشرين وكان بالفعل أكبر معارضة مسلحة في تاريخ العراق، بل وصل لحد التحدي! ونالوا من صدام وزبانيته في أكثر من موطن ومكان ومعركة، وكانت الإنتصارات دائمة مخضبة بدماء شهدائها، الذين إنظموا للمجلس في بدايته، ولحد إنتهاء حكم البعث في الفين وثلاثة، ولا ينتهي الجهاد هنا بل إبتدأ مرحلة جديدة، بعدما دخل السيد محمد باقر الحكيم للعراق، من منطقة الشلامجة في البصرة، وقالها صراحة في خطبته الشهيرة في النجف الأشرف، الخطاب كان مليء بالبكاء! بعد فراق طويل مع جده علي بن ابي طالب "عليه السلام"، وحيّا فيها الجماهير المحتشدة للقائه والإستماع لكلماته،
ولم ينسى كل البيوتات التي ضحت بدمائها لأجل العراق، وخص وأشاد ببيوتات العلماء ولم ينسى أحداً منهم، طالبا الترحم على شهدائهم جميعاً، وهذا الدخول كان مثار خوف الأمريكان منه! كونه متمرس بالسياسة والحرب معاً، ولا يعرفون ما يدور في خلجاته من كيفية رسم العملية السياسية في العراق، وأضحوا مخطئين في معرفة كنهه! كونه يحمل السلام بين طيات قلبه المفعم بالسلام والأمان، والإتجاه صوب البناء، بعد ما خرب صدام كل مقومات الانسانية في الشعب العراقي، وصل الى كيفية التلاعب بنفسية الفرد، ومحاربته بكل الوسائل والطرق الممكنة وغيرها، حيث إستعجل أعداء العراق بإغتياله، لأنه يحمل مشروع بناء "دولة مدنية عصرية عادلة" بعد الحرب والدمار.
إتجهت الأنظار صوب السيد عبد العزيز الحكيم، كونه الوريث لأخيه وصاحب دربه النضالي، وكانت السياسة نفسها، مع الإحباط الذي أصاب الجمهور، الذي يضع كل الثقل على شهيد المحراب، كونه صاحب الكلمة الطولى والمؤثرة في المجتمع العراقي الشيعي، وبعض السنة المعتدلين لأنه قال في خطابه العراق للعراقيين كلهم بدون إستثناء .
القصص الملفقة! التي تدور كواليسها في بعض المواقع المستهدفة لإرث الحكيم، ذلك المرجع الكبير السيد محسن الحكيم "قدس"، الذي كان أحد قادة ثورة العشرين في الشعيبة، وبقية السيف السيد عمار الحكيم لن تنفع، لان التاريخ لا يمكن التلاعب به، والحقائق التي تحاولون تزييفها لا تنفع، حتى لو أتيتم بألف شهريار، لتسرد القصص الخرافية، ولا يصدقكم الا من يلهث خلف الأموال وسذج القوم، الذين لا يفقهون شيئا سوى ملأ البطون، والرقص على دماء الآخرين .
كل هذا التراث ويلجأ اليوم الطارئين على السياسة، في حين كان يوما ينتظر عند باب السيد عبد العزيز الحكيم ساعات طوال، يريد لقائه ورضاه! واليوم بعد أن تمكن وصعد على أكتاف التيار ومساندته ومباركته في التبوأ! يشن حملة بأشخاص يملكون عقلية وأسلوب البعث في فن التسقيط السياسي، ليتهم التيار بعظمته وتاريخه بفساده هو! الذي يعمل عليه ولا يزال، ويتصور أن النصائح من الزمرة المحيطة به، أنه سيبلغ مبتغاه! لكن نسي التاريخ العميق والقديم والجذور لهذه العائلة، التي إستقت العلم والمعرفة، والحنكة والدراية منذ نعومة أضافرهم، وذاقت على مدى حكومة البعث، وما سبقها من الحكومات من الويلات لترتفع وترتقي، لأنهم أهل علم وشهادة كما ينعتهم محبيهم وناصفيهم، فهل لديك تاريخ كتاريخهم ؟.
https://telegram.me/buratha