لقد كانت الغاية من خروج الحسين عليه السلام ( طلب الإصلاح في امة جده ) حيث قال : ( ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كي آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر) أي أن هدفه هو الإصلاح وهو امتداد لدعوة ومنهج رسول الله ص (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) فالنبي بعث بعد أن بلغت نسبة الفساد ذروتها في المجتمع الجاهلي .
لقد كان خروج الإمام الحسين عليه السلام وهو يعلم علم اليقين أن لا إصلاح للفساد المستشري في الدولة إلا بالثورة على الظلم والفساد فيها حتى وان كلفه ذلك أقصى ما يملك بعد أن أصبح الفساد معلنا ابتدءا من رأس الدولة المتمثل بيزيد لعنة الله عليه ، وبفضل خروج الحسين عرفنا معنى الكرامة وأستمدينا منه القوة لمواجهة الطغاة والفاسدين عبر العصور . . فقد أجازوا قتله لكي لا يحدث الإصلاح عبر تحريف الأحاديث
إن الحسين ( عليه السلام) ليس فقط لطم وبكاء ورفع رايات سوداء وأخرى حمراء وإنما هو انتصار للوطن الذي بات تنهش فيه الأعداء والفاسدين والفاشلين والمنتفعين ...لكي نوقف نزف دماء العراقيين وهدر وسرقت أموال الشعب من جراء السرقات المنظمة التي سببها الفاسدون ..علينا العمل حقاً بمنهج أهل البيت(ع) ..(كونوا للظالم خصما وللمظلوم عونا ) ..
أن العراقيين اليوم يطالبون بالإصلاحات مدعومين بالمرجعية الدينية التي دعت إلى محاربة الفساد وتقديم الفاسدين من الحكومات السابقة والحالية إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل . إن الجماهير عليها أن تتحمّل المسؤولية تجاه وطنها وشعبها، فكل واحد منّهم مطالب بدور المساهمة في القضاء على الفاسدين وأن يضغطوا على تطبيق الإصلاحات التي دعت إليها المرجعية والجماهير الثائرة .
ان الثورة الإصلاحية التي يقوم الشعب العراقي لها مبرراتها وعلى الحكومة أن تصغي إلى مطالبه ، وان لا تسوف تلك المطالب، وان تسمع إلى قول المرجعية الدينية التي تدعوها إلى سبيل الرشاد والإصلاح .فأن من أطاع المرجعية كان من الناجين ، ومن عصى وماطل وسوف إرشادات المرجعية كان من الهالكين .
لقد ملئت بطون السياسيين العراقيين من الحرام وطبع على قلبوهم عدم الرحمة والرأفة بهذا الشعب المسكين المظلوم . فادعوهم إلى أن ينصتوا ويستمعوا إلى مطالب الشعب وإلا ( مصيركم معروف ) .
لقد عيشتم الشعب في زيف من الحرية والكرامة ومن وضع مفقود فيه الأمن والأمان ، بعد أن كنتم تصرخون من جلادكم ( صدام ) وما أرتكبه من جرائم بحق الشعب ، وكيف كان الشعب يعيش عيش خسيس ؟ فحملتوا راية التغيير نحو الأفضل وتعويض العراقيين عن واقعهم السيئ ، فأظهرتم أنكم أهلا لذلك ، وحين جد الجد انقلبتم على أعقابكم واصبحتوا حراميه العصر . فمالكم كيف تحكمون ؟!!!
أن الإصلاحات التي يسعى الشعب الى تطبيقها ليست إصلاحات سطحيه كفتح جزء من المنطقة الخضراء أمام الشعب ، بل الشعب يريد إصلاحات حقيقية تؤثر على واقعه المتردي في كل المجالات وأولها القضاء على الفساد والمفسدين وتقديمهم إلى المحاكم .
قد يحاول بعض السياسيين الفاسدين المدعومين بعصابات من عرقلة الإصلاحات بخلق الأعذار بان هناك توافقات سياسية أو يستخدم القوة ضد الشعب وخطف بعض المتظاهرين أو يحاول بكل السبل حتى لو تطلب الأمر أن يختال المرجعية الدينية من اجل إسكات صوتها فلا يستطيع ذلك ، لان منارات الحسين عليه السلام بقت معانقة السماء ويبقى صوت الشعب والمرجعية مدوي في أذان الفاسدين والحراميه .
https://telegram.me/buratha