عن الإمام المهدي عج-: " وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم ..."
حديث يرسم لنا طريق واضح, كي لا نعيش في ضياع, وقد تأسست الحوزة العلمية الدينية, عام 1028بشكل منظور مشتهر, بالرغم من أن الشواهد التاريخية, تؤكد أن الرجوع للعلماء, جاء في زمن الغيبة الصغرى باسم السفراء, تمهيدا للحوزة العلمية الشاملة, ويعتقد الشيعة أن المراجع مسددين, بكافة فتاواهم من قبل الإمام الثاني عشر, وعليه فهي واجبة الطاعة, كونها حجة على العباد.
لقد قامت المرجعية منذ تأسيسها بتقويم الأخطاء, عن طريق فتاوى واضحة, سواءً اجتماعياً او سياسياً, بحيث حصلت هذه المرجعية, التي اتخذت من النجف الأشرف مقراً لها, ثقة احترام الشعوب المؤمنة, والمفكرين من أغلب الأديان, والساسة وصولاً إلى الأمم المتحدة, فقد ساهمت بحقن دماء العراقيين, بعد سقوط الصنم, مُسْقِطَةً المشاريع التقسيمية والدموية واوضحها كانت, عند تفجير قبة العسكريين عليهما السلام.
أثناء تسنم ساسة العراق حكومات متتالية, امتدت من عام 2004 إلى الآن, قامت المرجعية بتوصيات وتوجيهات, من أجل تقويم عمل الحكومة, وذلك لعدم سطوتها القانونية, حيث أن ساستنا ارتأوا الرجوع, إلى المحكمة الاتحادية لحل النزاعات, وعذر بعضهم ان المرجعية في النجف الأشرف, بالرغم من قولهم باحترامها, إلا انها لا تمثل كافة المذاهب!
وجهت المرجعية العليا, من خلال خطب صلاة الجمعة, أثناء الحملة الانتخابية الأخيرة, باتخاذ سياسة التغيير لمن لم يكن كفوءً, أو لا يتمتع بالنزاهة, بعد تردي الأوضاع الأمنية والخدمية والمالية, وتركت الأمر خياراً للمواطن, في انتخاب القائمة والمرشح المناسب, كي لا يكون المواطن منقاداً مسيراً, وحفاظاً على القيمة الفكرية والانسانية.
ازدادت الأوضاع سوءً, لاستلام الحكومة الجديدة خزانة خاوية, وأرضاَ مغتصبة من الإرهاب, إضافة لفسادٍ طال كل مفاصل الدولة, فخرجت تظاهرات دعمتها المرجعية المباركة, كي تُحصن المواطن ضد متسولي السلطة, والمندسين لمصالح تهديمية, فأغاض الفعل المرجعي الفاسدين, ليروجوا لشعار مج" باسم الدين باكونه الحرامية".
ولا أستغرب من ذلك, كون المرجعية امتداداً للإمامة, التي تعرضت عبر الأزمان للتشويه, مع أن فقدان الالتزام, بما كان يريده الإمام مفقوداً, فلا الحاكم يسمع لقول الحق, ولا المواطن له ارتباط حقيقي! مع إنهم يقولون باحترام الأئمة الهداة.
وأوضح ما يمر به الانسان, من خلال قراءته للتأريخ الإسلامي, ثورة الحسين عليه السلام, حيث قال:" ما خرجت أشرا ولا بطراُ, إنما خرجت لأجل الاصلاح في أمة جدي", فقتله الناس كونهم يدورون ما درت معايشهم, ولامتلاء بطونهم من السحت.
في الختام أقول: أن المرجعية هي الناصح الأمين, وهي الصمام المتين, فلتنصفوا أنفسكم أخوتي العراقيون, ولا تخالفوا مراجعكم, كما خالفتم أئمتكم.
https://telegram.me/buratha