لم يَعُد يخفى على أحد، الدعم الخليجي لـ"داعش"، سواءً بصورةٍ مباشرةٍ أو غير مباشرة، وحتى بعد مشاركتهم الأخيرة مع التحالف الدولي للقضاء على"داعش"، فما زالت منابع الإرهاب في مناطقهم لم تجفف بعد، بالإضافة لحربهم على الحوثيين غير المبررة، وإعلانهم الدائم لعداء الشيعة، وهنا يأتي السؤال: لماذا الشيعة، وهم طائفة من المسلمين وليسوا دولة!؟
قد يتصور بعض الناس أن العداء الخليجي لإيران فقط، وما عداءهم للعراق ولحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن ولشيعة البحرين إلا لأرتباطهم بإيران، وأن العداء سياسي فقط، بسبب محاولة إيران إمتلاك السلاح النووي والسيطرة على المنطقة، وهذا تصور غير صحيح ومردود، فلماذا كانت علاقة دول الخليج جيدة مع إيران أبان حكومة الشاه الصفوية الشيعية!؟
أسباب العداء نراها تقع في بعدين في الدرجة الأولى:
البعد الأول: هو العداء العقائدي، حيث يعتبر المتطرفون، من الوهابية وباقي المذاهب الإسلامية، أن الشيعة وبالخصوص الإثنى عشرية، كفرة يجب قتلهم! ولا تُقبل توبتهم ولا شفاعة الشافعين، وذلك لأن الشيعة تخالفهم في جميع أعمالهم، وبات هذا واضحاً جلياً، من خلال الأعمال التي تقوم بها داعش، من قتل وسبي وذبح وتهجير وحرق وتجاوز على الديانات الأخرى، إلى غيره من الأعمال الوحشية والإجرامية، هذه الأعمال التي يرفضها الشيعة، جملةً وتفصيلا، حتى قامت الشرطة الأمريكية بسحب عناصرها الأمنية، من مراقبة الجوامع والحسينيات الشيعية في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن رأت أن لا علاقة للشيعة بالتطرف، من بعيدٍ أو قريب، بالرغم من عداء أمريكا المعلن على إيران، مع الأبقاء على عناصرها الأمنية، لمراقبة جوامع باقي المذاهب بالرغم من علاقتها الجيدة مع دول الخليج، الراعي الحصري لبقية المذاهب!
البعد الثاني: هو البعد السياسي، وهو ما يختص بالحكام دون الشعوب، وهؤلاء يستغلون تطرف بعض أبناء شعوبهم، لزجهم في حربٍ تخسرهم دنياهم وأخرتهم، وليس فيها رابح، سوى بضعة نفر، هم الحكام والملوك والأُمراء! بمعنى أنهم يتكأون على البعد الأول، وما عدائهم للشيعة إلا لخدمة مصالحهم المرتبطة بإسرائيل وأمريكا ومن خلفهم بريطانيا التي جاءت بهم إلى كرسي السلطةِ والجاه.
بعد أن وعينا هذين البعدين، فمن غير الممكن التصديق بالخبر الذي تناقلته بعض الوكالات، الذي تحدث عن مباحثات أمريكية خليجية مع السيد السيستاني، لظم العراق إلى مجلس التعاون الخليجي!
بقي شئ...
من يعرف السيد السيستاني ويقرأ مواقفه، يعرف جيداً بأنه يؤمن بحرية الإنسان وكرامته، وإختياره الحر في حياة حرة وكريمة، وهذا ما رأيناهُ كعراقيين(فالسيد للمسلمين كافة، وليس حكراً للشيعة فقط أو للعراقيين)، من خلال مؤازرته لنا بالمطالبةِ بحقوقنا.
https://telegram.me/buratha