ويقول حاج مصري بدا عليه الاضطراب بعد جدل حاد مع موظفي الاستقبال في مستشفى منى الطوارئ يقولون إن اسم جاره البالغ من العمر 36 المفقود ليس مسجلا عندهم. وقال هذا الحاج لقد زرت جميع المستشفيات ولم اتمكن من العثور عليه، ثم قالوا لي اذهب إلى المشرحة ولم أجده بين الجرحى أو الموتى.
وكان حاج مصري آخر يغادر المستشفى باحثًا عن صديق له يقيم في المنطقة ذاتها من مدينة الخيام في منى وهو يقول أنا لا أستطيع وصف هول ماحدث .وزوجتي الآن منهارة في المخيم ولم يعد بإمكانها إكمال مناسك الحج . أما المصري محمد بلال فكان يصعد وينزل السلالم باستمرار بحثا عن والدة صديقه البالغة من العمر 60 عامًا لكن دون جدوى، ولم يعد بالإمكان الاتصال بها بعد أن أغلق هاتفها منذ الحادث.
لقد أدلى العديد من الذين نجوا شهادات مروعة كلها تدين الأمن السعودي ومن يقف وراءه وتدحض تلك الشهادات إدعاآت آل سعود بأن الحجاج هم الذين قتلوا أنفسهم .!!! وما هي الا أقاويل باطلة باهتة تدل على الإستخفاف التام بالحياة البشرية ولا يقرها شرع ولا قانون . وإن آل سعود مهما آدعوا فإنهم لايستطيعون التنصل من الحادث المأساوي الرهيب ويجب على المنظمات الحقوقية في العالم إدانتهم وتقديمهم للعدالة لو بقي منها شيئ .
ففي كل دول العالم حين يخفق مسؤول في أداء مهمة خطيرة موكولة إليه تتعلق بأرواح آلاف الناس ويفشل في ذلك فلابد أن يعتذر ويعترف بخطئه ويتعرض للمساءلة القانونية أما في مملكة الشر والبداوة والتخلف والصلف والعنجهية فإن الأمر مختلف لأن الجلاد هو الحاكم والحكم ولا يجوز إنتقاده ولو بكلمة بسيطة . ولابد أن تقدم البلدان التي فقدت أرواح مواطنيها الإعتذار لدهاقنة هذه المملكة الظلامية التي لم يعرف أقطابها معنى للكرامة البشرية. حتى الرافعة التي هوت على رؤوس ما يقرب من 400 إنسان وقتلت اكثر من 100 منهم كانت قضاء وقدرا. كما ان وجود آل سعود في الحكم كان بأمر من الله لإنقاذ العباد .!!!
إن تمادي آل سعود بغيّهم وصلفهم وجرائمهم وتصريحاتهم المتشنجة المتناقضة سببه هذا السكوت المريب من منظمات حقوق الإنسان ومن الكثير من اصحاب الاقلام الذين باعوا أنفسهم بثمن بخس لحكام هذه المملكة الظلامية الذين يسيرون في الفلك الأمريكي الصهيوني، ويملكون المال الوفير، ويظنون خطئا إن أموالهم وحصونهم وقواعد أسيادهم ستحميهم من غضب المظلومين بعد أن تجاوز ظلمهم وآستهتارهم بحقوق الإنسان إلى حدود مرعبة .
وما يحدث في اليمن منذ سبعة أشهر من أعنف الغارات الوحشية التي خلفت وراءها دمارا هائلا وعشرات المجازر البشرية وآخرها مجزرة مدينة مخا التابعة لتعز حيث أجهزت إحدى طائراتهم على خيمتين أقيمتا لحفل عرس ذهب ضحيتها أكثر من 135 ضحية بينهم 80 إمرأة و40 طفلا تدل دلالة قاطعة أن آل سعود قد تحولوا إلى أمراء حرب في المنطقة العربية. ولا أدري إلى متى سيبقى العالم ساكتا على هذه الإبادة البشرية التي يقوم بها حكام آل سعود القتلة الذين أثبتوا بالدليل القاطع إنهم من أشد المستهترين بالكرامة الإنسانية. وإنهم لايملكون المؤهلات لإقامة موسم حج آمن يمر بسلام ويرجع بعدها كل حاج إلى أهله ووطنه سالما.
إن هذه الفاجعة، والفواجع التي سبقتها في هذا الموسم أو في المواسم السابقة، تؤشر بما لا يقبل الشك، بل تؤكد أن النظام السعودي غير كفوء في إدارة شؤون الحرمين الشريفين، وغير جدير بهذه المهمة المقدسة نظراً لإخفاقاته المتكررة في كل المواسم تقريباً وفشله في تنظيم وإدارة جموع حجاج بيت الله الحرام، أثناء أداء مراسم الفريضة، وهذا ما أكده أكثر من عالم دين إسلامي. ولم يقتصرعلى الايرانيين فقط حتى يوجه باتجاه الصراع السياسي.
وإذا لم تجد حكومات الدول الإسلامية حلا لهذا الإستهتار بحياة البشر من قبل حكام آل سعود فسيشهد العالم الإسلامي المزيد من الضحايا في المواسم القادمة للحج.
https://telegram.me/buratha