يجب أن يتحرك العالم للقضاء على الإرهاب، ويعمل على حل الأزمات، والإستفادة من الأجواء الإيجابية، بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني، هذا ما أكد عليه الرئيس الروسي بوتين، في إجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وقال: إن المآسي التي حدثت عند حدود أوربا، إنما تعكس خطورة أزمة المهاجرين، وضرورة إيجاد السبل الكفيلة، بحل مشاكل بلدانهم سياسياً، ولا مزيد من العنف والتهجير، لذا علينا البدء بالحل السياسي، وطرد الجماعات المسلحة، والعصابات الإرهابية.
الصراع الأزلي لم ينتهي، بين الخير والشر، والحق والباطل، والنعيم والجحيم، وبين الرأسمالية والإشتراكية، وأخيراً أمريكا وروسيا ولن ينتهي لحين قيام الساعة .
يبدو أن هذه الأضداد، أصبحت سبباً مهماً، يقودنا الى العجز السياسي، الذي أصاب وفد حكومتنا، بقيادة السيد حيدر العبادي، في لقاءاته الدولية، على هامش إجتماعات الجمعية العمومية، حيث إنتابت العبادي الحيرة من أمره، في كيفية إستجداء الدعم المعنوي والمالي، وتقديم المساعدة في القضاء على الإرهاب، كون العراق يقاتل نيابة عن العالم، في معركته الشرسة، ضد داعش وأخواتها، فهل من معين؟
الدور الروسي في محاربة الإرهاب الداعشي، وإن تأخر كثيراً، لكنه في الوقت نفسه، يؤكد أن التوازن الدولي، وفقاً لتوافقات، ستلقي بظلالها على المنطقة المشتعلة، خاصة إذا علمنا، أن أعداداً كبيرة، من المقاتلين في داعش، هم من جنسيات روسية، (الشيشان، وطاجكستان، وتركمنستان، وداغستان) ويتمتعون بمناصب قيادية من الخط الأول، لذا أجُبرت روسيا على المدى القريب بالتدخل، لوقف تدفق رجالها، وما تنطوي عليه من خطورة، على أمنها القومي والوطني، على حد سواء، ربما سبب وجيه، وعذر مقبول، ولكن ليس هذا ما جاءت من أجله روسيا، في الشرق الأوسط!
الصراع القديم الجديد، بين أمريكا وروسيا، والحرب الباردة ستنطلق مرة أخرى، على الأرض العربية، ومن سوريا والعراق تحديداً، وعلى ما يبدو إذا جاءت المصائب على البلدين، فأنها تأتي مجتمعة.
إذن التحالف الرباعي، كان من أبرز ما تحقق، بعد إجتماعات الأمم المتحدة، حين اكتسب التدخل الروسي، غطاءً دولياً تحت مظلة مجلس الأمن، على عكس أمريكا، التي لم يرَ فيها العراق، أي تأثيرات إيجابية.
أثمرت محادثات العبادي، على إنشاء مركز مشترك للمعلومات، بين الدول الأربع، (إيران، وروسيا، والعراق، وسوريا)، ومن المؤمل أن يقوم العبادي، بإستغلال هذا الضخ الدولي، وإن كان غير مجدٍ من الناحية الاقتصادية، لكنه يفضي الى دعم روسي عسكري، لمحاربة الإرهاب.
ختاماً: نحن لم نذق طعم (الحلاوة) الروسية الى الآن، ولكن قد أصابتنا التخمة، من (الكذب) الأمريكي، الذي يلعب وحده في الساحة، دون ند أو منافس، حتى ظهرت روسيا، وسيكون اللعب تحت الحزام، على حساب الشعبين، وما خفي كان أعظم.
https://telegram.me/buratha