ولو تم كشف كل جرائم هذه العائلة بحق الشعب السعودي وشعوب عربية أخرى كالشعب اليمني والشعب السوري والعراقي بكل تفاصيلها لأصيب كل إنسان تهمه حقوق أقرانه من البشر بصدمة ،وما خفي كان أعظم وأشد بلاء وهولا.
وقد أثبت الحادث الرهيب في منى الذي أودى بحياة آلاف الضحايا من الحجيج مدى العنجهية المفرطة ،والتخبط واللامبالاة والتعالي الفارغ الذي أبداه حكام هذه المملكة إبتداء من الملك إلى نائبه إلى وزير خارجيته إلى وزير صحته و كيف أعلنوا إستهتارهم المفرط بأرواح حجاج بيت الله الحرام بعد أن رموا الكرة في سلة الحجاج أنفسهم، وتنصلوا من كل مسؤولياتهم الشرعية والأخلاقية في الحفاظ على أرواح ضيوفهم ومنع حدوث مثل هذه الحوادث المأساوية التي هزت الضمير الإنساني ولم يهتز لها جفن من جفون هؤلاء الأعراب القساة الأجلاف الذين يحكمون شعبهم بالحديد والنار ولا يهمهم شيئ في هذه الدنيا سوى الإبقاء على عروشهم العفنة المفروضة بالقهر.
وكل متابع لموسم الحج كان يسمع التصريحات العنترية الكاذبة من المشرفين على موسم الحج وكيف إن إمبراطوريات إعلامهم كانت تطلق أكاذيبها دون خجل مثلما يطلق الحبل على الغارب ، حيث كررت وآدعت عشرات المرات (إن المسؤولين في مملكة المجد قد أكملوا استعداداتهم وتحضيراتهم التامة لاستقبال الحجيج وتهيئة كل وسائل الراحة والاطمئنان لهم بعد أن هيئوا مئة ألف من قواتهم للحفاظ على سير عملية الحج وتنظيمها، لما تتمتع به كوادرهم الفنية من خبرة عالية ، وقدرة فريدة للحفاظ على أرواح الحجاج )لكن كل تلك التبجحات والمبالغات كانت للدعاية فقط وأثبت الوقائع إنها إدعاآت خاوية ، وقطعت الشك باليقين إن أرواح البشر ليست ذات قيمة في عرف مسؤولي هذه المملكة القمعية ، وإن كوادرهم التي كانت على أهبة الإستعداد للتعامل مع أي حدث طارئ ، بعد أن نسجوا حولها هالة من القدرة الفائقة والوعي التام لم تكن إلا زوبعة في فنجان.
ومن مهازل القدر أن يخرج واعظهم الأول الذي تعود لسانه على أن يجعل من حكامه أنصاف آلهة وإنهم أشجار باسقة وارفة الظلال تؤتي أكلها كل حين وهم دائما فوق الشبهات والجميع يعرف بأنه يدعو لهم دائما بطول العمر صباح مساء فلا عجب أن يقول لحاكمه الظالم القاتل أحسنت ، وللمظلوم أسأت وهو الجاهز دائما لتأييد ملكه وحكامه تأييدا أعمى لذا خرج بفتواه البائسة وأعلن (أن القضية كانت قضاء وقدرا.) وكفى الله المؤمنين شر القتال. وهذا هو شأن وعاظ السلاطين في كل زمان.
ولم تكن هذه الكارثة المروعة هي الأولى في موسم الحج بعد أن فقد أكثر من عشرة آلاف حاج أرواحهم في حوادث مختلفة ناجمة عن الإهمال والفشل اللذان رافقا هذه السلطات على مدى أكثر من ربع قرن ولم يعد أحد في العالم الإسلامي يصدق التبريرات التي يسوقها المشرفون على موسم الحج بعد اليوم.
ويتساءل شهود الحادث المروع مامعنى ان يتأخر اسعاف الجرحى من الساعة التاسعة صباحاً حتى الثانية عشرة ظهراً في شدة ذلك الحرّ .؟وما معنى أن توضع كاميرات المراقبة ووسائل الاتصال الحديثة التي جهّز بها أمن آل سعود، خاصة وان طائراتهم العمودية كانت تجوب سماء المنطقة قبل حدوث الكارثة.؟
وما معنى هذا التضارب في أعداد الضحايا وقد مضى مايقارب الأسبوع على الحادثة والدول تطالب بجثث ضحاياها والكثير من تلك الجثث مازالت محتجزة ؟ وقد كشفت إيران إن شخصيات عسكرية وسياسية مهمة قد اختفت .ولابد أن وراء الأكمة ماوراءها بعد أن رافق الغموض الذي تعمدته الجهات السعودية المسؤولة حول العملية ولم تكن السلطات السعودية شفافة في كشف الحقائق المتعلقة بهذا الحادث الجلل. خاصة وإن الكثير من الشهود قد دحضوا بشهاداتهم وسائل إعلام آل سعود وهذا جانب يسير من تلك الشهادات :
يقول أحد الشهود: بعد ساعات من تكدس الجثث والمصدومين جاءت مجموعات من الدفاع المدني وأخذوا يدوسون بأحذيتهم على الاجساد دون ان يسعفوا المغمى عليهم.
ويضيف شاهد آخر: كان بالإمكان انقاذ حياة العشرات بأبسط وسائل الاسعاف الصحي لكن الحجاج تُركوا مكدسين على الارض في درجة حرارة تفوق الـ 44 مئوية .
ويؤكد شاهد ثالث: ان الأمن السعودي قد أغلق العديد من البوابات مما أدى إلى تكدس الحجيج وتدافعهم مع وجود اكثر من 100 الف حاج في الشارع المذكور لم يسمعوا غير صيحات ( ارجع يا حاج) ولم يكن هناك أي مجال للرجوع وسط ذاك الزحام الشديد، وكان السبيل الوحيد هو فتح الطريق امام الكتل البشرية لتكمل مسيرها لكن ذلك لم يحدث لسبب غامض .
https://telegram.me/buratha