المقالات

المرجعية شخّصت والعبادي سمّى, فماذا تنتظرون؟

1556 19:46:58 2015-10-06

تحدّث الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي بمرارة قبل أيام عن التركة الثقيلة التي ورثها من الحكومات السابقة التي تعاقبت على حكم العراق ومنذ سقوط النظام الصدامي في 9 نيسان 2003. كشف العبادي عن وجود ثلاثة مليارات دولار فقط في خزينة الدولة عندما سلّمها له سلفه نوري المالكي وفوق ذلك فإن حكومة المالكي لم تسدد مستحقات الشركات النفطية لذلك العام والبالغة 15 مليار دولار والتي تحملت عبئها الحكومة الحالية. وهذا يعني أن العبادي تسلم خزينة فيها عجز مقداره 12 مليار دولار. وإذا ما أخذنا في الحسبان أن موازنة العام الماضي التي طبّل لها نوري المالكي وأتباعه وأسموها بالإنفجارية والتي بلغ مقدارها 128 مليار دولار, فإن هذا يعني أن حكومة المالكي أنفقت 140 مليار دولار ذلك العام!.

ذلك العام شهد العراق فيه سقوط ثلث أراضيه بيد تنظيم داعش الإرهابي الذي وصل الى مشارف العاصمة بغداد, وذلك العام غرق العراق فيه في ظلام دامس في معظم أيامه, وهو العام الذي لم تشهد فيه البلاد أي حملة إعمارية أو نشاط خدمي فلازال العراق يعيش التخلف والدمار وعلى مختلف الصعد. ولذا فمن حق العراقيين التساؤل عن مصير تلك المليارات وأين سلكت طريقها. فهي تعادل تقريبا الموازنة السنوية لأربع دول عربية مجتمعه وهي كل من الأردن (11 مليار دولار), مصر(80 مليار دولار), السودان (11 مليار دولار), المغرب (40 مليار دولار). واما تعداد نفوس هذه البلدان الأربع مجتمعة فيبلغ (170 مليون نسمة) مقارنة بنفوس العراق البالغة 30 مليون نسمة. وعند النظر الى الأوضاع الإقتصادية والأمنية والخدمية في تلك البلدان فهي أفضل من العراق بمراتب كبيرة.

هذه الحقائق تكشف عن حجم الجريمة التي ارتكبها المالكي وعصابته بحق العراق طوال سنوات حكمهم المشؤومة. فالمالكي لم يستثمر تلك الموازنات المهولة وطوال سنوات حكمه الثمان, لإعمار البلد أو احلال الأمن فيه أو بناء جيش قوي يصد قوى الإرهاب ولم يوفر دولارا واحدا ينفع العراق في الإيام السوداء ومع انخفاض أسعار الذهب الأسود التي تنذر بكارثة حقيقة العام المقبل. بل إنه سخّر تلك الأموال لشراء الذمم عبر توزيع العطايا من اجل الفوز في الإنتخابات, وعبر الصفقات الوهمية وكما كشف عن ذلك السيد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي, الرجل الشجاع الذي وعد الإمام الحسين عليه السلام بمحاربة الفساد فوفى.

لقد سمّى العبادي الداء بعد ان شخّصته المرجعية الرشيدة ممثلة بآية الله العظمى السيد علي السيستاني في خطبة الجمعة الماضية عندما دعت الى محاكمة المسؤولين السابقين واسترجاع اموال العراق منهم. وبعد هذا التشخيص وهذه التسمية فإن مسؤولية تقع على كافة السلطات لتشخيص الدواء ألا وهو اعتقال المالكي وعصابته ومسائلتهم عن مبلغ الألف مليار دولار التي استولوا عليها وحولوا معظمها الى عقارات في مختلف بقاع الأرض وفتحوا بها حسابات في أشهر المصارف العالمية. إن كل إدعاءات محاربة الفساد هواء في شبك ما لم يتم إعتقال هذه العصابة ومحاكمتها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك