المقالات

محاسبة المقصرين..ضرورة لاتحتمل التسويف! / علي فضل الله الزبيدي

2260 06:34:46 2015-10-05

علي فضل الله الزبيدي

علة تشريع العقوبة لأية جريمة، تحمل غرضين، حيث إن الغرض الأول من سن العقوبة، تكون رادعة للشخص المجرم، على أن تكون العقوبة متناسبة وحجم الجريمة التي الإقترفت، وإلا فلا فائدة من ذلك، أما الغرض الثاني، فهو أبعد من الغرض السابق، من حيث الأثر والتأثير، فعقوبة المجرم رسالة لعامة المجتمع، على إن الذي تسول له نفسه لإرتكاب الجريمة، سوف يكون مصيره العقوبة الحتمية، التي تتحدد وحجم الجرم المرتكب، لذا فالعقوبة حصانة للفرد والمجتمع ولا بد منها.

لقد أبتلي العراق طوال الفترة السابقة، بآفة الفساد المالي والإداري، حيث نخر جسد الدولة من تلك الآفة اللعينة، حتى أخذ الفساد مأخذه، وترك أثارآ سلبية، على كيان الدولة وإقتصادها، كانت عواقبه وخيمة على المؤسسة الحكومية، المدنية منها، والعسكرية، فما سيطرة داعش، على قرابة ثلث مساحة العراق، وإنهيار الوضع الإقتصادي للبلد، وتردي مستوى الخدمات، ما هي إلا نتاج غياب العقوبة الرادعة، للمفسدين الذي عاثوا في الأرض فسادا، فقديمآ قالوا: من أمن العقاب ساء الأدب.

فعند الرجوع للتقاريرالمصرفية والمالية نجد إن قيمة مبيعات النفط، للفترة من عام 2008 إلى عام 2014، بلغت 551 مليار دولار، على إن قيمة العقود الإستيرادية لنفس الفترة، بلغت 151 مليار دولار، الغريب في ذلك الامر، لم تقدم تسوية بالفرق الكبير، بين عقود البيع والشراء، مع العلم إنه في نفس تلك الفترة، قام البنك المركزي ببيع ماقيم7 مليار دولار، تبين إن أغلبية الشركات التي إبتاعت الدولار، كانت شركات وهمية غير مسجلة، وهذا الامر وحده جريمة كبرى، أضرت بالإقتصاد الوطني.

أمام تلك الوفرة المالية، المتحققة في السنوات الثمانية الماضية، وعندما نسمع بوجود عجز في الموازنة العامة، يتجاوز ال20%، لا بد من وقفة شجاعة للحكومة الحالية، وحل هذا اللغز البسيط الشائك، من خلال التوصل لإجابات حقيقية ومقنعة، والسؤال.. أين صرفت تلك الأموال الطائلة؟ التي لم يلحظ المواطن العراقي، أي أثر لها على أرض الواقع، فموازنات مالية إنفجارية، في حكومة المالكي ولولايتين، قابلها إزدياد في نسب الفقر والأمية والأمراض، مع إزدياد نسبة الفساد المالي والإداري، في أغلبية مؤسسات الدولة.

إذن مما لاشك فيه، إذا أردنا أن نعالج أفة الفساد، فلا بد من الرجوع لمسبباته، وحكومة المالكي هي التي تتحمل الوزرالأكبر، وعلى السيد العبادي، أن يعي حجم المسؤولية الوطنية والشرعية، الملقاة على عاتقه، وهو يحظى بدعم المرجعية الدينية الرشيدة، وتأييد الشارع العراقي له، للذهاب نحو إصلاح حقيقي لدوائر الدولة ومؤسساتها، من خلال محاسبة المفسدين، دون النظر إلى عناوينهم وإنتمائاتهم الحزبية والطائفية والعرقية، وتقديمهم للقضاء العادل، وإسترجاع المال العام المغتصب، وإعادته لخزينة الحكومة.

على حكومة العبادي، أن تكون أكثر وضوحآ وجدية" وشجاعة، في محاربة الفساد والقضاء عليه، ولا يكون ذلك إلا عن طريق العمل الجدي، وتقويم الإعوجاج في مسار الدولة، التي هي ألان تقف على شفى حفرة من نار، وأمام مفترق للطرق، فلابد من خطط آنية وأخرى بعيدة وستراتيجية، لمواجهة الفساد الممنهج، الذي خط بأيادي خبيثة، أما حالة التسويف والمماطلة، فلا فائدة ترتجى من خلالها بل العكس، سوف تجعل من حكومة العبادي، شريكآ حقيقيآ في جريمة الفساد المرتكبة، التي كلفت الشعب العراقي كثيرآ، وصبر الشعب.. هدوء" سوف تليه عاصفة!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك