المقالات

خيوط الصراع في الوسط السني؟! / قاسم العجرش

1863 10:42:14 2015-10-04

 قاسم العجرش

ثمة ظاهرة فاشية في الوسط السياسي، الذي يتصدى لتمثيل السنة في العراق، هذه الظاهرة تتمثل في أنه ما إن يتعرض سياسي من الساسة السنة الى نقد ما، أما لأداءه عندما يكون في المواقع التنفيذية للدولة، أو لتصرفاته السياسية الخارجة عن المألوف، إلا وتأتي البيانات وهي تندد بمن ينتقد، وبين طيات تلك البيانات؛ تتقافز مقاطع مثل: "عدم السماح بإستهداف الرموز الوطنية"..وكأن أي سياسي سني، رمز وطني لا يجوز التعرض له أو المساس به، فما خلفية هذه الظاهرة؟!

بالحقيقة أنه لاشك أن ما تدور رحاه اليوم في بلدنا، لا يمكن أدراجه في ضمن توصيفات الديمقراطية وبنائها، فبإسقاطه على تجارب من سبقونا بالعمل الديمقراطي في أمم أخرى، نجد أننا قد سلكنا مذهبا في العمل السياسي، يمكن تسميته بأستبداد الأقليات الديمقراطي..

أدواته هذا الإستبداد تتمثل بالأحتكام الى الشارع، لحل المشكلات ونيل المطالب، والتظاهرات والإحتجاجات الراهنة مصداق لذلك.

الأقليات لدينا، وأعني بالأقليات بكل تنوعاتها، المكوناتية والدينية والمذهبية والطائفية والسياسية، نالت حظوظا من التمثيل في مؤسسات الدولة وتشعباتها، أكثر من إستحقاقاتها، ما مكنها من أن تهيمن على الفعل السياسي، وبل وتصادر قرار الأغلبية..!

لقد قفزت الأقليات عندنا؛ من القبول بتوصيفها على أسس عددية، أو وفقا لكمها الجمعي، بل هي لا تقبل إلا بالتوصيف المكوناتي، وترفض أسم الأقلية وتتمسك بتسمية المكون، كي تقف على قدم وساق، وعلى مساحة تشبه بالضبط ،المساحة التي تقف عليها الأكثرية..!

الحال إننا في وضع غريب، تقف فيه الأقليات؛ ليس على الحجر الذي تحت أقدامها، بل هي فعلا تقف على أحجار لا تمتلكها أصلا، وهي أما أحجار الأغلبية، وهذا على الأعم الأغلب، أو أحجار بعضها بعض، وهو أمر لم يحصل إلا في حالة أو حالتين، لسنا في وارد تشخيصهما في هذه المرحلة من الكتابة...

هذا الوضع أنتج نوعا من الساسة، لا يكتفون بالزاد الذي في ماعونهم، بل هم يتطلعون دوما الى أناء الأغلبية السياسي، وبالضرورة سيكون ثمة تزاحم سياسي، تتسلسل عنه صراعات، نموذجها هذا الذي نشهده..!

وتصاحب هذا المشهد الصاخب، ظاهرة تفردنا بها عن غيرنا، إلا وهي ظاهرة كثرة القادة والرموز..!

أذا كانت الأغلبية تشهد تخمة في السياسيين، وأزدحاما على طريق تبوء المواقع المتقدمة، لأنها مواقع يسيل لها اللعاب، فإن ساحات الأقليات المكوناتية والسياسية، تشهد شيئا متفردا ليس كمثله شيء، ألا وهي أن معظم العاملين في الحقل السياسي، يرون في أنفسهم قادة؛ بل ورموز وطنية..!

هذا ما يفسر بعضا من جوانب تعقد خيوط الصراع في الساحة السنية...

كلام قبل السلام: وللحديث بقية سنتحدث فيها بشيء من الجرأة عن أين كان هؤلاء أيام مقارعة الطغيان الصدامي؟..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك