سعت اللجنة التربوية في مجلس محافظة ذي قار بإصدار حزم من الإصلاحات للمؤسسة التربوية في محافظة ذي قار عسى منها أن تنهض بالواقع التربوي المتردي في كل مجالاته .
فقد أصدرت الحزمة الأولى من الإصلاحات تلبية لمطالب المتظاهرين ونتيجة لضعف الأداء وانخفاض نسب النجاح والتي تضمنت 20 فقرة وفيها أصلاح للعملية التربوية في المحافظة منها فتح باب الترشيح لمنصب المدير العام لتربية ذي قار وفق الضوابط الوزارية ولمدة أسبوعين ابتداء من تاريخ 16-8-2015 ولجميع التربويين لدراسة السير الذاتية واختيار الكفء منهم ، وإعفاء مدراء ومعاوني المدارس للاختصاصات الانكليزي والرياضيات لسد الشواغر ، إعفاء مدراء المدارس الحكومية والأهلية معا ممن لم يحصلوا على نسبة 20 % ، وتشكيل هيئة رأي على غرار هيئة الرأي في وزارة التربية ، وإعفاء مدير حسابات المديرية فورا لأسباب إدارية ، ومنع جميع المدرسين الذين هم على ملاك مديرية التربية من العمل في المدارس الأهلية واقتصارها على المتقاعدين والخريجين فقط ، وإعفاء بعض مدراء أقسام التربية في الاقضية والنواحي ، والعمل على إنهاء ظاهرة الدوام الثنائي والثلاثي في المدارس ،وغيرها من الفقرات التي أراد منها أصلاح قطاع التربية في المحافظة .
لقد استبشرت الأسرة التربوية في المحافظة خيرا بتلك الإصلاحات ، ولكن للأسف الشديد لم يجد لها أي تفعيل على ارض الواقع ، بل هي حبر على ورق كما يقال . أراد منها امتصاص غضب الأسرة التربوية في المحافظة ، وأن اللجنة التربوية ركضت كما ركضوا الآخرين في ساحة الإصلاحات ؟!!!
أن العاصفة تسبقها الهدوء ، وان الأسرة التربوية هادئة لحد الآن تنتظر تفعيل تلك الإصلاحات وإلا سوف يكون لها موقف أخر اتجاه كل من يعطل تلك الإصلاحات ويسعى إلى عرقلتها . لان تردي الواقع التربوي في المحافظة يحتم على الجميع السعي إلى أصلاحه في كل السبل المتاحة ، فأن نتائج الامتحانات النهائية للدراسة الابتدائية والمتوسطة والإعدادية خير شاهد على تردي الواقع التربوي إضافة إلى إصابته بالفساد الإداري والمالي وضعف الأداء من قبل المسؤولين الذين تولوا المسؤولية عبر المحاصصة الحزبية .
إذا كان مجلس المحافظة غير قادر على إعفاء مدير حسابات في التربية فكيف تريد منه أن يعفي مدراء الأقسام ويرشح مدير تربية بعيدا عن المحاصصة الحزبية .. أذن المجلس غير قادر أن يفعل دوره اتجاه تلبية مطالب الجماهير وخاصة الجماهير التربوية في المحافظة .
أن الكرة اليوم في ملعب المجلس والمحافظة وعليهم أن يتخذوا القرارات الصحيحة التي تصب في خدمة العملية التربوية في المحافظة وإلا فأن الانتكاسة بالواقع التربوي ستبقى إلى سنوات قادمة إذا لم تفعل تلك الإصلاحات وتأخذ دورها في التطبيق.
أن الأسرة التربوية في المحافظة تتطلع إلى غد مشرق للعملية التربوية وتصحيح مسارها بعد أن لوحظ أنها تسير نحو الانحدار إلى الهاوية . متى يصحا ضمير من يتولى المسؤولية على العملية التربوية ويبذل كل جهد من اجل إن يرتقي بها إلى الأفضل ، أم إن الضمير قد مات وأصبحوا أجساد بدون واعز يحفزهم لبناء أوطانهم ؟!!!
لقد جف الحبر الذي كتب به الإصلاحات لكنها لم ترى النور إلى التطبيق ، لان أصحاب الشأن غير قادرين على فعل ذلك بل إنهم أطلقوا تلك الإصلاحات عسى أن يحصلوا على رضا الأسرة التربوية في المحافظة الغاضبة من تدهور وتردي العملية التربوية في المحافظة التي تطالب بكل قوة إصلاح العملية التربوية وإبعادها عن المحاصصة الحزبية .
https://telegram.me/buratha