المقالات

ثقافة الفساد بين ...القبول والرفض .

1014 23:08:14 2015-09-27

مؤكد أن الخسارة الكبيرة والمؤلمة تتجذر في خسارة الانسان لإنسانيته في التعامل مع أخيه الانسان ,ويصبح أسير نفسه لغرائز ونزوات وشهوات جامحة ليس لها حدود تحركه المنفعة والمصلحة الشخصية هي المعيار الرئيسي في عمله في السلك الوظيفي ضمن أطار المؤسسة التي يعمل بها ,من الطبيعي والسهل جداً على الشعوب والأمم وحكوماتهم وباختلاف انتماءاتهم ان تنهض عمرانياً بأعمار بلدانهم وتشمرالسواعد لتشيد أروع وأضخم ناطحات السحاب والجسور العملاقة والمباني الفارهة وغيرها من متطلبات الحياة التقنية العلمية والتقدم التكنولوجي لبناء الحضارة ,

لكن الصعوبة تكمن في أعداد الانسان الذي فقد الإحساس والشعور بالانتماء للوطن بسبب ظروف قاهرة جعلته يعتنق مفاهيم جديدة ورؤى وأفكار ثقافية تبناها على أساس مفهوم خاطئ والمشكلة انها أصبحت جزء مهم من كيانه وحياته ,هي نظريات جديدة طرحت نفسها لأسباب قد تكون سياسية او أخلاقية واقتصادية حولت الفساد من عمل مشين وسلوك في انحراف اخلاق المرء لتفسخ في المنظومة القيم الأخلاقية لديه وإعطاؤها مسمى جديدة بأنها (شطارة) وتحويل الظلام الى نور رغم انه ظلام والرؤية معدومة فيه لتوحي للقائم بالجرم القبيح بان الواقع يمضي ويسير بهذا الاتجاه ,والفساد في اللغة هو العطب وخروج الشيء عن الاعتدال ونقيضه الإصلاح ، اصطلاحاً عرفته منظمة الشفافية الدولية والتي مقرها برلين (سوء استغلال السلطة من اجل تحقيق مكاسب شخصية ) والأديان السماوية جميعها نبذت وحرمة الممارسة لهذا الفعل المشين فضلاً عن الااحاديث التي وردت عن الرسول محمد (ص)والتي كانت بمثابة خطوط حمراء بالابتعاد عنه واللعنة على الراشي والمرتشي والمفسدين في الأرض،

وتشير الدراسات أن الأقوام التي استوطنت ارض العراق(حضارة وادي الرافدين) وهي من أولى الحضارات في العالم قد عرفت ظاهرة الفساد, وجرائم الظاهرة في القوانين التي عرفتها( أوروك )(وأور نمو ) في الألواح السومرية ومحاضر جلسات مجلس ( أرك ),كما إن الوثائق التي عثر عليها تعود بتأريخها إلى الإلف الثالث قبل الميلاد تبين أن "المحكمة الملكية" آنذاك كانت تنظر في قضايا الفساد مثل استغلال النفوذ,استغلال الوظيفة العامة,قبول الرشوة وإنكار العدالة,حتى أن قرارات الحكم كانت تصل إلى حد الإعدام,فتأثير الفساد على المنظومة الاجتماعية والثقافية سيحدث بالتأكيد خلل في بناء الأسرة والمجتمع وتقبل المواطن والموظف الفساد اسلوباً في العمل وطريقة للحصول على المزايا والمأرب المادية وجد المنصب اقصر الطرق للحصول على مايريده وكذلك عدم ادراكه ولضعف فهمه بان الوظيفة هي تكليف وليس تشريف فوجوده في منصب ما لايعني استباحة حرمة القانون والضوابط والتعليمات فهو مؤتمن عليه ومحافظته على المال العام ,فدور المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية مطالبة اليوم اكثر من السابق بان تنتهج خططاً جديدة لهذه الثقافة البغيضة بوضع دروس تبدأ بمعالجة الظاهرة في مراحلها الأولى انطلاقاً من المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية وتحت اسم (ثقافة النزاهة والفساد) ومروراً بتخصيص قسم (للنزاهة )في الجامعات والمعاهد أسوة بباقي الأقسام الموجودة،وانتهاءاً بوزارة الثقافة بإعداد أفلام ومسرحيات ومؤتمرات وكرنفالات شعرية توضح اثر هذه الآفة التي أضيفت لآفة الإرهاب ،والإيعاز للكتاب بتأليف القصص وطبعها وتوزيعها على المدارس ضمن حملة توعية مستمرة،فالجميع عليهم المسؤولية ولا استثناء لأي فرد من التهرب انه الطارق على الباب دون أستأذآن غير المرحب فيه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك