المقالات

فسادنا المضحكْ ونجاحهم المبكي !..

1561 22:37:45 2015-09-27


النجاح لا يأتي من الجلوس خلف المكاتب والعزائم، ولا توظيف عوائل المسؤول الذي إتخذه معظم سياسيونا، والذين كان من المفترض أن يكونوا مثالاً، بدل أن ينزلوا به لمنزلق الهدم والفساد .

نمر بمرحلة خطيرة جداً، ونعاني خلال السنوات الفائتة من عمر الحكومة الجديدة، التي بلغ عمرها أكثر من إثنتي عشر عاماً، إنتهى بها المطاف الى أزمة مالية ربي وحده يعلم متى تنتهي !.

قناة الحرة عرضت برنامج لإحدى شركات الطيران، وقد قام مديرها بخطوة غير مألوفة! وهي العمل بها كعامل متدرب بصورة متخفية، ليعلم كيف يسير عمل شركته، فجاب كل مفاصلها الحيوية، فرأى العجب من العمال الحريصين على شركته، وهم يؤدون عملهم على وجه الدقة والتفاني، واستمع لشكواهم وكأن الأمر لا يعنيه، وفترة أسبوع كامل إستطاع أن يعرف ما هي نقاط الضعف والقوة معاً، وماهية الحلول لنهوض بخدمات شركته المُقَدّمة للمسافرين، من قبل الأشخاص الذين يقع على عاتقهم نجاح أو فشل الشركة أعلاه، حيث جمع كل الإدارات فيها وأبدى إنطباعه الكامل، لأنه رآها بأم عينه وأرسل لكل العمال الذين إشتغل تحت أيديهم، وكرمهم تكريما إنسانيا وماليا ومعنوياً، وترك لديهم إنطباع ينم عن حرصه على عماله وشركته معاً، إضافة الى شكرهم لأنهم عاملوه بإنسانية .

أرسل المدير لكل الذين عمل معهم، وبدأ بتكريمهم ولم يكونوا متوقعين أن الذي عمل تحت أيديهم هو المدير، وفي اللحظات التي كرمهم بها بدأت تنهار الدموع للموقف، ومنهم من تكفل بدفع فواتير أبنائهم في الكليات، ومنهم السفر في أي مكان يختارونهم على نفقة الشركة ومنهم من أعطاه مبلغ عشرون الف دولار نقداً.

دوائرنا وشركاتنا وكل مفاصل الدولة، لم نسمع أو نرى مسؤولا قد أقدم على خطوة مشابهه بالعمل من موقع أدنى، ولم ولن نرى مستقبلا هكذا خطوة! لأننا نريد إستلام منصب ونجلس على كرسي وننهى نأمر، ونوظف أقاربنا ونقيم حفلات وسفر وإيفادات كلها تصب في صالح أشخاص، ولم ولن يفكروا يوما أن يخدموا بلدهم .

هذا المدير الذي عمل بموقع أدنى، حرص على أن يكون أؤلائك الذين عَمِلَ معهم، ان يكونا مسؤولين ومشرفين على دورات يقدموا فيها خبراتهم للعاملين الجدد في الشركة، لتكون رائدة في مجال الطيران، وتكسب رضا مسافريها ورضا عمالها وموظفيها في وقت واحد، لان المنفعة يجب أن تكون فائدة عامة .

الفساد الذي عمّ كل المؤسسات يحتاج الى قرار قوي من شخص قوي، والإصلاحات التي تسير بوتيرة السلحفاة لا تنفع في الوقت الحاضر، لأننا ما لم نكن حازمين بالإصلاح لن نقدر أن نسبق الفساد، لأنه يتطور مثله كمثل الفايروس الذي يصيب الحاسبات، وينتشر كأنتشار النار في الهشيم .

هم ينجحون لانهم حريصون، ونحن نفشل لأننا غير مهتمين بمصلحة البلد، وكأننا لدينا بقرة حلوب نأخذ منها الحليب وقتما شئنا، ولم ننتبه لهذه البقرة الذي يحتم علينا واجبنا أن نعطيها الغذاء، لتستمر في إعطائنا الحليب .

نفرح للقرارات المتخذة من قبل رئيس الوزراء، بيد أننا نستغرب أن هؤلاء المقالين يأخذون كامل رواتبهم وإمتيازاتهم، ويصرحون بها بالعلانية ولم يجروء أحد على الإعتراض سوى المتظاهرين، وأمر جريمة سبايكر والمتورطين بها وباقي الملفات، الذي كنّا نتأمل أن يأخذوا جزائهم العادل فقد ذهب أدراج الرياح !.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك