المقالات

أمريكا وإستدامة الإرهاب في العالم !...

1240 23:07:42 2015-09-24

في إحدى قرى المجاهل في أمريكا الجنوبية، يستعمل كبار القرية مشروبا مخلوط من عدة أعشاب مخدرة، ومنها تحتوي على سميّة بدرجة معينة، وهذا يشربه مجموعة من الشباب وحسب إختيار الشخص، ليدخل في عالم الهلوسة، وهو بمثابة إختبار له ليعرف ماذا يحوي هذا العالم، ويعتبر أحد الطقوس المقدسة.

تعودنا منذ إحتلال العراق من قبل التحالف الدولي، منذ عام الفين وثلاثة الى يومنا هذا على الكذب المركب والملفق بطريقة هوليودية، تشبه الى حد كبير الأفلام التي نشاهدها بالقنوات الفضائية، وهذا هو تمهيد لقبولنا بالنتائج التي نحصل عليها من خلال الفبركة !.

أستذكر دخول الجيش العراقي الى الكويت في عام واحد وتسعين وتسعمائة والف، إثر الذريعة التي لم تكن بمستوى العذر، وتراكمت الأخبار السرية! ومنها الموافقة الأمريكية من قبل السفارة الأمريكية في بغداد! في عدم ممانعة واشنطن من دخول صدام للكويت! لكن بعد وقت قصير بدأت أمريكا بتطبيق سيناريو بإعداد العدة لدخولها الخليج، ليس لمحاربة صدام في أول الأمر، بل لحماية مصالحها في المنطقة، لكن بعد الإستكمال بدأت الوفود بالقدوم لبغداد، بغية إقناع صدام بالخروج منها، وكثيرون هم السياسيون الأمريكيون الذين أتوا ومنهم الملاكم كلاي، وبعد الرفض المستمر وإصدار قرار بضم الكويت، وجعلها محافظة تحول السيناريو الى منحى أكبر وأخطر مما بدا في أول الأمر، وهذه المرة بذريعة حماية المملكة العربية السعودية، ومن ثم التهيئة لصنع وتكوين قوة كبيرة سُميت في وقتها التحالف الدولي، كما جرى في عام الفين وثلاثة، وكل هذا السيناريو معد سلفاً لإدخال صدام والإنقضاض عليه، لان ورقته قد إحترقت بعد أداء مهمته في إيقاف إيران من تصدير الثورة لكل الدول المسلمة، والمسمى في وقته "المد الشرقي"، وهذا يقودنا الى أحد أبجديات سياسة "هنري كيسنجر"، في رسم خارطة العرب، بما يشاء سياسيوا رسم خارطة تتلائم مع التطلعات في الهيمنة على مقدرات الشعوب العربية.

بعد سقوط الموصل بطريقة مضحكة لم تتدخل أمريكا بشكل أو بآخر، علما أن العراق لديه إتفاقية دفاع تُلزم أمريكا بالتصدي لأي عدوان خارجي، فكيف برأيك أنها تتصدى لعدو هي من أنشأه! وهي من تدربه وتموله وترعاه؟ ولا ننسى كيف قامت بإعداد أسامة بن لادن في أفغانستان سابقاً، لطرد الإتحاد السوفيتي أيام الحرب الباردة .

عملية عاصفة الصحراء التي قادتها أمريكا ضد الجيش العراقي وإخراجه من الكويت، إستعملت أمريكا تقنية تسعينات القرن الماضي، فكانت ترى النملة التي تسير على الأرض، أمّا الآن فلا ترى قوافل داعش تذهب وتجيء من سوريا الى العراق وبالعكس، بأرتال كبيرة جداً معززة بالدبابات والمدرعات، التي إستولوا عليها من الموصل عند إنسحاب الجيش، وهي تمتلك أجهزة متطورة جداً وبإستطاعتها تدميرهم تدميراً كاملا بضرف أيام لا تتعدى الأسبوع ! 

بعد الإنتصارات المتلاحقة التي حققها الحشد الشعبي المقدس، الذي ضرب الأمثلة في الجود بالنفس والدم، وكل ما يملكون في سبيل تحرير العراق من رجس "داعش"، والفتوى المقدسة التي أطلقها المرجع الديني الأكبر قائد الحشد السيد السيستاني، قد خلطت الأوراق على أمريكا ومخططهم الإجرامي، في تقسيم العراق والرجوع به الى الحرب الطائفية، ولحرف الإنتصار عن مساره قررت التدخل لضرب الإنتصار في كبده، وللمحافظة على ما تبقى من مقاتليهم الذين دربوهم ورعوهم بأموال الخليج، واستقدام مقاتلين من الجيش الأمريكي للمشاركة بحرب ضد داعش كما يزعمون!.

هل تعتقد أمريكا ومن يقف في صفها، جادة هذه المرة في محاربة الإرهاب التكفيري، التي صرفت عليه أموال طائلة، إلا أن تكون قد هيأت لنا عدواً جديداً! بصورة تختلف عن مثيلها، كما بنت تنظيم القاعدة الذي إستبدلته بتنظيم الدولة؟ ومن يتوهم أن أمريكا صادقة في القضاء على الإرهاب فهو كمّن يحلم أنه في أرض الميعاد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك