أعتقد أن الإصلاحات التي إطلاقها العبادي تنطبق عليها أغنية المطرب العراقي ( فؤاد سالم ) ( حجيك مطر صيف مابلل اليمشون ) . إن لا فائدة ترتجى من مطر الصيف في الحياة عدا أسمه مطر ، فلا تستفيد منه الأرض ولا ينبتها مهما هطل ، فهو يختلف اختلافا كليا عن مطر الشتاء والربيع حيث تنبت الأرض وتخضر من تلقاء نفسها ، ويكون للمطر وقع عليها وعلى ساكنيها .
أن مطر الصيف لا يرجى منه الخير ، كذلك حزمة الإصلاحات التي أطلقها العبادي لا يرجى منها الخير لهذا البلد ، الذي أنهكه جفاف الفاسدين والفاشلين ، فلا نرى من تلك الإصلاحات التي مر عليها أكثر من شهرين أي تأثير على الواقع العراقي المتردي ، فالوضع على حاله كما يقولون ، ومهما أطلق العبادي من حزمة إصلاحات ما لم تكن لها تأثير على ارض الواقع ، فان تلك الإصلاحات مثل مطر الصيف .
لقد كان الشعب ينتظر من العبادي المدعوم شعبيا ومرجعيا أن يطلق حزمة إصلاحات لها التأثير والصدى المؤثر على واقع الشعب العراقي في مجالات الخدمات والأمن ومحاربة الفساد والفاسدين ، وتغيير الفاشلين ، والابتعاد عن المحاصصة والتوافقات السياسية والتوازن العرقي والطائفي ، ولكن العبادي لحد هذه اللحظة ( يحوك في المسدر ) لا يعرف الشعب متى ينتهي من أطلاق إصلاحاته وتطبيقها ، ليلمس الشعب مدى تأثيرها على واقعه وتحسنه ، لا إن تكون فقط تخدير لتلك الجماهير الغاضبة التي ملئت الشوارع في كل جمعة في جميع محافظات العراق تطالب بإصلاحات حقيقية كمطر الشتاء والربيع ذات التأثير المباشر على الأرض ونباتها وساكنيها .
هل يستطيع العبادي الذي نجده مكتوفي الأيدي من قبل بعض الكتل السياسية التي تضررت من وراء تلك الإصلاحات ، أن يطلق يديه ويجعل يمناه المرجعية الدينية ويسراه الشعب ويضرب بقوة من حديد كل من لا يريد أن ينفذ تلك الإصلاحات ، ويعتبر كل من يقف إمام تلك الإصلاحات بالضد من الشعب ، ويعلن للشعب أسماء تلك الكتل السياسية التي تعرقل تنفيذ تلك الإصلاحات ليعرف الشعب ويتخذ موقف منها ، لا أن يلمح فقط في الإعلام ويقول أن بعض الكتل السياسية تحاول عرقلة تنفيذ الإصلاحات . بالتأكيد هذا وارد لان مصالحها تضررت وهدفها هو اللجوء الى عرقلة التنفيذ ، ولكن عليك أيها العبادي أن تعلن أمام الرأي العام الشعبي تلك الكتل التي تعرقل ، وسوف تجد الشعب والمرجعية من يتصدى لتلك الكتل السياسية الفاسدة والفاشلة التي عاشت على دماء وخيرات الشعب العراقي .
أن الفساد والفاسدين والفاشلين بحاجة إلى قرارات قوية التأثير والوقع ، فعندما تضرب الرؤوس الكبيرة الفاسدة فأن صغير الفاسدين سوف يهزم بالتأكيد ، فالضرب بقوة بحاجة رجال أقوياء ، وبحاجة إلى قرارات قوية ، وبحاجة إلى تنفيذ فعلي ، فأن كنت قادر أيها العبادي على ذلك فتوكل على الله ، وجعل فعلك كتأثير مطر الشتاء ذي وقع على قلوب العراقيين ، ولا تجعل فعلك واصلاحاتك كمطر الصيف مهما كثر لا يبل الفاسدين .
https://telegram.me/buratha