المقالات

المرجعية الدينية .... مهام وادوار

2130 22:00:18 2015-09-18

رغم الظروف الصعبة والتضييق الذي مورس على المرجعية الدينية الا انها استطاعت من إنجاز تراث علمي ضخم من مؤلفات ورسائل في الفقه والاصول وعلم الكلام والحديث ، وغيرها من مؤلفات أغنت المكتبة الاسلامية ، كما انها كانت على صلة مستمرة ومتابعة لمجريات الأحداث كافة السياسية منها والاجتماعية والتي تلامس هموم ومتطلبات المجتمع ، بل كانت على صلة علمية مستمرة مع مختلف اتباع المذاهب الاسلامية الاخرى ، فلم تكن المرجعية الدينية معزولة فكرياً وعقائدياً ورغم جهد الحكومات الديكتاتورية المتعاقبة في عزلها عن جمهورها الا ان كل الجهود فشلت في محاولة تغييب دورها او ابعاد تأثيرها عن المجتمع . 

بعد احداث عام 2003 المرجعية الدينية كانت تراقب الأحداث السياسية في البلاد ، وكانت تقف عند كل موقف ومنعطف يحتاج الى بيان رأي ، وكانت تعطي موقفها الصريح من اي اجراء تقوم به السلطة الأميركية الحاكمة آنذاك او السلطات العراقية والمتعاقبة والتي حكمت البلاد ، حتى اصبح منبر الجمعة من الصحن الحسيني الطاهر هو لسان حال المرجعية والناطق الرسمي باسمها ، وفيه اعلان لبيانها من جميع المواقف التي تحتاج الى رأي واضح وصريح من المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف . 

الخطبة الاخيرة لصلاة الجمعة عبرت فيها المرجعية الدينية عن موقفها المساند لاجراءات الإصلاحات التي تقوم بها حكومة العبادي ، وكانت توجه نحو إصلاح المنظومة الامنية والاقتصادية بل مجمل العمل السياسي والذي تحول الى حكم الأحزاب والعوائل ، وكاننا نعيد تجربة حكم العائلة من جديد ، وأكدت في خطابها الأخير على ان تكون الإصلاحات أوسع وان تسير بوتيرة أسرع تحقيقاً لمتطلبات الجمهور والشعب ، مع ضرورة العمل على تغيير المسؤولين الغير الكفوئين بشخصيات كفوءة ونزيهة تكون قادرة على إصلاح المؤسسات التي تقودها م مع ضرورة وضع آلية في اعادة تقييم اداء المسؤولين على اساس مهني بحت ،بعيداً عن التحزب والفئوية الضيقة والتي أغرقت البلاد في آتون الحرب مع الارهاب الداعشي واستنزاف قدراته . 
المرجعية الدينية اكدت على ضرورة إصلاح المنظومة التعليمية والتربوية عموماً من خلال اعادة بناء المؤسسات التربوية والتعليمية على اسس علمية وبناء كوادر تعليمية مهنية كفوءة قادرة على النهوض بالواقع التعليمي المتراجع والذي فُقدت الثقة بالقدرة على بناء جيل جديد يكون قادر على تطوير العمل المؤسسي الحكومي . 

ان عملية الإصلاح ليست بالأمر السهل ، ولا يمكن ان يتحقق اي نجاح او تغيير في المؤسسات الحكومية ما لم تستجب الحكومة لتوجيهات المرجعية الدينية ، والتي بالتأكيد مثل هذه التوصيات تصب في مصلحة العمل المؤسساتي ، وإصلاح المنظومة السياسية وسيكون احد اسباب تطور العمل السياسي والمشروع الوطني عموما، كما ان من الضروي تظافر الجهود جميعاً من اجل إنجاح عملية الإصلاح والتغيير على ان لا تكون سبباً في التسقيط السياس والنيل من الخصوم ، بل يجب ان تخضع لقواعد قانونية. ومهنية ، دون ان تكسر بنود الدستور العراقي ، او ان تغيير جوهره ومضمونه ، كما يجب على الحكومة العراقية ان تسعى الى تحقيق مطالب الجمهور ، وتنفيذ وعوده التي قطعها على نفسه سواءً في برامجهم الانتخابية ككتل سياسية او من خلال اعلان الورقة السياسية والتي على اساسها شكلت حكومة العبادي ، لان الواقع الامني والسياس ي لايتحمل مثل هذه التقاطعات وركوب موجة التظاهرات واستغلال الجمهور بما يحقق الغايات الحزبية او النيل من الخصوم ، لان الساحة السياسية ملتهبة وتأثرت كثيرا بالواقع الامني المتدهور ، والذي سيحكم المتغيرات على الارض .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك