و قد أعتبر النائب المذكور انتفاضة الشعب العراقي في المدن الجنوبية بأنها امتداد لانتفاضة المحافظات الست في المنطقة الغربية وهي محاولة لذر التراب في العيون للقفز على ذاكرة العراقيين وخلط الأوراق . فالشعب العراقي لن ينسى أبدا تلك الشعارات الطائفية التي رفعت في تلك الإعتصامات المخزية التي كشفت عن النوايا الطائفية الخبيثة لأصحابها .
ولم يخجل أو يعتذر هذا النائب الذي يدافع عن إمتيازاته بكل ماأوتي من قوة يوما من تصريحاته الطائفية في الشرقية والجزيرة وسافر إلى قطر ليصافح المجرمين من أمثال طارق الهاشمي ورافع العيساوي ومثنى الضاري وأعضاء حزب البعث الفاشي الدموي لطعن العراق .ويعتبر هذا المؤتمر الذي جمعهم بـ (أنه مؤتمر للمصالحة الوطنية وإصلاح الخلل الذي رافق العملية السياسية .) وكل الوقائع تدل على دعواته الكاذبة .وأتساءل ويتساءل معي الكثيرون هل أن من يدافع عن شعبه يرغب أن يكون وطنه مرتعا لعصابات إرهابية دموية كانت تخدم النظام الصدامي ولها تأريخ طويل في ممارسة القتل والتنكيل بالشعب العراقي لثلث قرن من الزمن؟وهل أن تطهير العراق من هكذا عصابات إجراميه يجعل الحكومة العراقية منفذة لأجندات إيرانيه.؟ وأي فساد سياسي أشد من هذا الفساد ؟ و هناك نائب آخر يرفع عقيرته دوما كصاحبه ويطالب بإطلاق سراح المجرمين الملطخة أياديهم بدماء الأبرياء كشرط للمصالحة الوطنيه متجاهلا كل ضحاياهم الذين سقطوا من جراء إرهابهم وهم في نظره ومفهومه الطائفي الأعمى لايستحقون الحياة . كل ذلك نسمعه من هؤلاء من أجل غايات إنتخابية رخيصة بعد أن آعتبروا مقعد مجلس النواب ملكهم العضوض لابد من الحصول عليه في كل دورة إنتخابية بشتى الوسائل الدعائية لكي يحصلوا على هذا المقعد المغري للمرة الثانية والثالثة والرابعة ، ويتمتعوا بالامتيازات التي لاتفارق مخيلتهم وعقولهم على حساب الفقراء والمعدمين والضحايا ليقولوا بكل صلافة ووقاحة أنهم ممثلوا للشعب. وهناك نائب آخر يطالب بالحوار مع ( المقاومة) ويعني بها فلول حزب البعث وأيضا من باب (المصالحة الوطنية) وهو يعلم أن رؤوس هذه المقاومه يخططون من الخارج لإيذاء العراق ويطالبون بإلغاء العملية السياسية وينصبون أنفسهم من تلك العواصم العربية ناطقين بآسم الشعب العراقي والشعب العراقي . ويعتبرون الحكومة العراقية الحالية مازالت (عميلة للأمريكان) كما أدعى مثنى حارث الضاري في محطة الجزيرة في برنامج مايسمى ( بلا حدود ). وهذا الدعي وأمثاله من الطائفيين يعلمون إن الشعب العراقي قد نبذهم نبذ النواة.
ومن مهزلة القدر إنهم يمنحون الشرعية لأنفسهم أن يتفاوضوا مع عملاء الأمريكان في المنطقة ويستمدوا منهم العون المادي والمعنوي لتحقيق غاياتهم الدنيئة. لقد بات واضحا وضوح الشمس إن بعض الشركاء في العملية السياسية لهم يد مع من يتآمر على العراق في الخارج وأخذوا يضعون العراقيل في طريق الإصلاحات التي يقوم بها رئيس الوزراء ويعتبرونها أيضا ( إستهداف لمكون معين) وبدأوا يتحججون بأنهم سيتعرضون للخطر لو تم تقليل عدد حماياتهم .
وأقولها بكل أسف أن الكثير من الناخبين قد خدعوا بأقوال هؤلاء الطائفيين المفسدين وتصوروا أنهم المدافعون الحقيقيون عنهم. والحقيقة عكس ذلك تماما. وهم لايسعون إلا للركض وراء مصالحهم..
وأوجه ندائي إلى كل الشرفاء من أبناء الشعب العراقي أن أحذروا هؤلاء السياسيين الفاسدين الذين يجيرون كل حدث صغير أو كبير لأجندتهم السياسية . إحذروا السياسي الذي يدافع عن الوزير الذي ينتمي لحزبه وهو وزير فاشل. إحذروا من يضع يديه مع أيادي أعداء العراق، ويعطل القوانين التي لها مساس مباشر بحياة الشعب ولتنظيف العراق من هذا الفساد السياسي الذي استشرى وظهرت عفونته . وهؤلاء السياسيون المفسدون والدواعش وسارقوا أموال الشعب يشكلون الوباء الأخطر والعقبة الكأداء أمام تقدم العراق.
وخلاصة القول مع كل هذا تطالب هذه الشراذم التآمرية من الحكومة العراقية أن تقول لهم كما قال هابيل لقابيل :
(لئن بسطت ألي يدك لتقتلني ماأنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ) وكما قال لهم سابقا الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم ( عفا الله عما سلف .) لينقضوا على الدولة من جديد بكل حقدهم وأمراضهم الطائفية المتراكمة ويغرقوا العراق في طوفان دم جديد بالتعاون التام مع داعش القتل والإجرام .
وكمواطن متابع للأحداث السياسية لم أسمع بهذا المنطق الغريب في عالم السياسة إلا من هؤلاء. ولا يمكن إدراج هذا الكلام إلا في خانة الفساد السياسي لا بل والأخلاقي أيضا إذا قلنا الحقيقة. كل ذلك من أجل تحقيق مكاسبهم الجهنمية على حساب الضحايا والفقراء والمعدمين . ولم يسترجع العراق عافيته مادام هذا الوباء الذي يحمل الرؤوس الثلاثة.
https://telegram.me/buratha