كلمة الحشد بسيطة، لكن معانيها أكبر من إستيعابها، أصلها يعود للمرجعية التي أصدرت فتواها بعد عجز الدولة عن حماية العراق من الإرهاب، الذي تحول الى ظاهرة معروفة التمويل والاسناد .
عجز واضح للعيان في الأداء الحكومي رغم الوعود بالإصلاح، والنتيجة الكل تنظر الى الحكومة بعين يملؤها الأمل والإنفراج بات مستحيلاً لأن الحلول ترفيعية أو تكاد تكون وعوداً فقط من دون تحقق شيء يُذكر !.
إنتفض الشباب والشيوخ من كل الطوائف تلبية لنداء المرجعية بالجهاد الكفائي، وتسميته بالحشد الشعبي كان في مكانه، حيث إستطاعت إيقاف المد الداعشي بعد عجز الجيش والقوات الأخرى عن الدفاع، والأنسحاب من الموصل كان أكبر نكسة تُسجل في تاريخ الجيش العراقي، الذي تشهد له صولاته البطولية، يمتلك الخبرة والتسابق في المعركة ولنا فيها تواريخ كثيرة سطرها أؤلائك الأبطال، لكن ما جرى في سقوط المحافظات الغربية كان سببه المسؤولون عن تلك الملفات، أثبتوا أنهم غير جديرين بالمسؤولية التي كانوا يديرونها وليسوا بمهنيين، نتيجة السياسة الخاطئة المنتهجة في إدارة المؤسسة العسكرية، وهذه يتحمل مسؤوليتها القائد العام للقوات المسلحة .
متظاهرين خرجوا للمطالبة بحقوقهم البسيطة التي نادوا بها طول الفترة السابقة وبكل الوسائل، لكن عدم الإستجابة لهذه المطالب تراكمت وأصبحت صعبة التنفيذ، وجل ما يطالب به الجمهور أبسط مقومات الحياة، التي يقبل بها أبسط مواطن في اي دولة أخرى، وبما أن الحكومة لم تنفذ أبسطها بقت هذه التظاهرات مستمرة، بل زادت المطالب وآخرها طالب الجمهور بإقالة رئيس المحكمة الإتحادية، ومحاسبة الفاسدين وإسترداد الأموال المسروقة من قبل السياسيين الذين إستحوذوا عليها بطرق شتى، وبالطبع كل هذا بمساندة المرجعية .
حشد من المهاجرين يتجه صوب المجهول فمنهم من يبلغ الهدف الذي يجهل كيفية التأقلم معه، ومنهم يكون طعم لأسماك البحر! الحالة السورية مشابهه للحالة العراقية، فقد تزامنت ظاهرة النزوح خارج الحدود هذه المرة، وليس داخل البلد الواحد للعراقيين والسورين، والمراد منه إفراغ البلاد من الكفاءات والإستفادة منهم في الغرب، وهذا يمثل حشداً آخر يضاف الى الحشود الإثنتين السابقين ويحتاج الى معالجة فورية وليس كما كان يُعمل مع أقرانها في السابق، لا سيما ونحن نحارب الإرهاب الداعشي العالمي التي تسانده وتموله أمريكا ومن يقف في صفها من أعراب الخليج، لتفتيت لحمة الشعب العراقي الواحد وجعله أجزاء يسهل السيطرة عليه .
كل هذه النتائج تتحملها الحكومة وحدها لانها كانت تمتلك الفرصة في أكثر من مرة ولم تعمل بها! فحدث أن الشعب في صوب! وهي بصوب آخر! والمساندة التي حصل عليها السيد العبادي من المرجعية والشعب، كانت فرصة ثمينة لم يستغلها لحد الآن؟ وبما أنه في لب الحدث اليوم، عليه العمل بما أوصته المرجعية في التعجيل في الإصلاح وإرسال رسالة تطمين للجماهير، بأنه يسير في الطريق الذي إبتدأه بقرارات ليست بمستوى الطموح، لكن عليه تفعيل ما خرج من أجله المتظاهرون وليس الصمت والتسويف، وإلا الفرصة لن تتكرر، والعواقب وخيمة كما نعرف بأن العراقيين بطبعهم الثوري، عندها لا يعترفون بأي من تلك الابر المخدرة التي تلقوها سابقا .
https://telegram.me/buratha