أنظر أهلنا قالوا سابقا ( حرامي لا تصير من سلطان لا تخاف ) واليوم أهلنا يقولوا ( حرامي لا تصير من الشعب لا تخاف ) لان الشعب هو صاحب السلطات ، وذهب السلطان الذي خيم على الشعب وسرق كل خيراته لأنه أصبح هو ألحرامي الأول ، وأصبح ألحرامي لا يخاف من السلطان .
لقد كان السلطان سابقا عادلا منصفا ليس حرامي ولا سارق ولا يتستر على الفاسدين ، لذا ضرب لنا المثل لكي يتعظ الإنسان بأنه لا يصير حرامي حتى لا يخاف من السلطان .
وقد تغيرت موازين القوى وأصبح السلطان الذي يحكم بالعدل والإنصاف ومحاسبة الحراميه في مقدمة الحراميه وحامي لهم ومتستر عليهم ويساعدهم إلى الهروب خارج البلد ، فرفعت يد السلطان من محاسبة ألحرامي ، وأصبح ألحرامي والسلطان أصدقاء يجلسون ويخططون إلى يوم غد ماذا يسرقون ؟!! وإذا امسك ألحرامي فأن دور السلطان أطلاق سراحه ، لان السلطان شريك فعلي في عملية السرقة ، يأخذ عمولته بالدولار وليس بالدينار ، توديع في البنوك الخارجية وليس المحلية ، لكي لا ينكشف سره ، وأصبح ينطبق عليه المثل الشعبي ( حاميه حراميه ) .
لقد كانت الناس تذهب إلى السلطان تشتكي حالها من ألحرامي الذي يسرق قوت الشعب ، لكي يحاسبه ويأخذ منه ما سرقه من قوت الشعب ، فكان السلطان في نظرة الناس هو القوة الرادعة لكل من يحاول أن يسرق الشعب ، والناس تشجع السلطان أن يتخذ قراره العادل ضد كل حرامي يحاول أن يفسد أو يسرق لمنع السراق والحراميه من التكاثر أو التستر عليهم أو غض النظر عنهم لأنهم من أعوانه أو حاشيته أو حزبه أو أقاربه . فكانت الناس تخشى السلطان من اسمه أكثر من تخشاه من فعله ، فتصبح لدى الناس الرهبة والخوف وخاصة ألحرامي من السلطان وردة فعله واتخاذ قراره الصائب اتجاه ، فقلة الحراميه لان السلطان عادل ومنصف وشجاع ولا يتهاون بقوت شعبه ولا يشجع الحراميه ويتستر عليهم ، بل يذهب بهم إلى القصاص العادل بحقهم .
لقد انقلبت الأمور وأصبح ألحرامي هو السلطان ، فكيف سيكون حكم السلطان ؟!! والناس إلى مَن تشتكي ؟!! وأصبح السلطان والحرامي ينطبق عليهم المثل الشعبي القائل ( حرامي البقر يعرف حرامي الجاموس ) .
فحكم العراق اليوم حكم الحراميه لا يوجد رادع لهم من سلطان ، لان السلطان هو ألحرامي درجة الأولى وقائد النشاله ، فالحرامي والفاسد لا يخشى السلطان وأصبح المثل القائل ( حرامي لا تصير من سلطان لا تخاف ) مودة قديمة عندما كان ألحرامي يخشى ذلك السلطان من اسمه قبل فعله ، ولكن تغيرت الأحوال وأصبح ألحرامي يرحب بالسلطان الفلاني لأنه من حزبه أو أقاربه أو حاشيته ، فيأخذ راحته ، ويفعل فعلته الشنيعة بسرقة قوت الشعب ، وأخيرا أذا صاحت عليه الصيحة ، أو مسك متلبس بالجريمة ، يرحل إلى خارج البلد وعلى الخطوط الجوية العراقية وبحماية من السلطان .
لقد أثارت ثائرة الشعب من السلطان وحراميته الذين سرقوا خيراته وجعلوه يعيش حالة التقشف في كل المجالات ، فأنطلق بثورة ضد الفاسدين والحراميه وطالب بمحاسبة الحراميه على مر السنوات 12 الأخيرة ودعمته المرجعية الدينية ، فأصبح الشعب اليوم هو السلطان الذي يجب أن تخشاه الحراميه لا أن يخشى من السلطان ألحرامي ، لذا نقول ( حرامي لا تصير .. من الشعب لا تخاف ) .
https://telegram.me/buratha