الرجل نوع خاص من البشر، حمل في داخله المتناقضات كلها، لكن أجاد عامل الزمان والمكان في استخدام النقيض ونقيضه، طبيعي أن تراه يحنوا على يتيم يمسح على رأسه، ويكفكف دموعه، لا غبار أن تراه يقبض على آخر ليملا جسده بارود.
لا ضير أن يعطي كل ما لديه، عندما يكون الثمن الدين أو الأرض والعرض، هذا النوع من البشر، يحمل صفات الذكور، ينمي معها صفات الرجولة ليصبح رجل، يراه الناظر دائما يتسامى بالمعالي، يبحث عن اشرف المواقف ليكون سيدها، يختار افخر واطهر المواقع ليتواجد فيها.
خلاف ذلك البشر، الذي يحمل نفس الصفات البايلوجية والجسدية، لكن كل صفات وميزات الرجل بعيدة عنه، لم يتمكن منها، هذا يفسر أن تجد الرجال في خط المواجهة، يتقاسمون بينهم لقمة العيش، يتحملون ظروف الطقس المتقلب، يسورهم الموت من كل جانب، وبأي أوان، وتجد الذكور لا هين في المقاهي والملاهي، لا يشغل بالهم دين ولا وطن ولامبدأ.
يجيدون الكلام والشعار، يفلسفون كل شيء، يدورون حول حلقة مفرغة، يطالبون بما ليس لهم حق فيه، لسبب واضح؛ أن الحياة بنيت على الأخذ والعطاء، هؤلاء الذكور لم يعطون لا لوطن ولا حتى لأسرة، لكنهم يريدون أن يحولوا الوطن إلى مرقص وملهى، على غرار بارتي بغداد، أو مهرجان الألوان.
يزيدون في غيهم وعنجهيتهم؛ بأن يشتمون الرجال، ويتجرءون على مقاماتهم،" بأسم الدين باكونا الحرامية"، دون أن يذكروا؛ ما علاقتهم هم بالدين كي تتم سرقتهم تحت اسمه وعنوانه.
" نريد دولة مدنية"، لماذا؟! ماذا قدمتم حتى تريدون؟! نعم تريدون وطن على مقاسكم مبرد ومكيف، يبنيه أيا كان، المهم يكون وفق المواصفات التي ترغبون.
دماء المجاهدين في تحريره من الاحتلال البعثي البغيض، لا تعنيكم لذا اغاضتكم" الخدمة الجهادية"، دماء الحشد الشعبي اليوم لم تهزكم، لذا يغيضكم تواجدهم بينكم في ساحة التظاهر، كانت خطتكم الأخرى الهجرة، تدفعون الشباب وتستغفلونهم لهجرة الوطن لأوربا، هل سئلتم أنفسكم؛ كم قدمت أوربا على مر أجيالها لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم؟! وأصبحت قبلة لكم.
أوربا عندما ابتدأت بالنهوض، كانت خالية من أمثالكم، وليس من أمثال أهل الدين، لا يخال لأحد أننا بصدد الدفاع عن حكومة أو فساد، ولا على نهج، الفاسد معروف ومشخص، وأول من صفق له انتم أيها الذكور، الثمن غض الطرف عن المواخير والملاهي، لذا حصل على أصواتكم، وأصوات من استغلهم بتعيين أو قطع وهمية، ولم يستهويكم أو يستهوي الناس بالدين، الخدمة الجهادية كمبدأ؛ حق وواجب، والأمة التي لا تكرم مضحيها ميتة، لكن الفاسد أساء التطبيق، ومنحها لغير أهلها.
تقفون اليوم بكل وقاحة، تشتمون الدين وأهل الدين! لو عكست الصورة، لقلبتم الدنيا، أين الحرية وحقوق الإنسان ؟!، وكأن هذه المفاهيم الإنسانية، حكر لكم وحدكم، أما الدين وأهله، فهو مشاع لكم، تشتموه وتلعنوه، دون رد.
لو لم يكن الدين؛ يفرض على أتباعه احترام الآخر، ويؤمن بحرية الفكر، لما تجرأتم، بكل ما تفوهت به أفواهكم النتنة، لكنكم تعرفون حقيقة الدين وأهله، وتستغلون سماحته وثقافته وإنسانيته أبشع استغلال.
تبت أيدي الفاسدين والفاسقين والاستغلاليين، وتبت أيدي الذكور، عندما يتسافلون سفالة الجواري الراقصات...