لاشك في إن العراق يمر بفترة عصيبة من تأريخه وهو يواجه أعتى القوى الإرهابية . وتغلغل المسؤولين الفاسدين في مفاصل الدولة .ومن سوء حظ هذا الوطن أن يُبتلى بآفة من ثلاثة رؤوس الواحد أخطر من الآخر وفعله يسري في المجتمع كسريان النار في الهشيم.وقد إلتقت هذه الرؤوس الثلاثة لتشكل هذه الآفة المهلكة في ساحات العراق نتيجة إستمرار هشاشة وضعف حكومات المحاصصة لكي تدمره أرضا و تجهز على كل أمل في روح المواطن إذا لم تنتبه الحكومة العراقية الحالية لهذا الخطر المحدق بكيان الدولة العراقية وتضع الخطط والدراسات الجدية الفعالة للحد من تغوله وآىستشرائه أكثر فأكثر إلى الحالة التي يصعب فيها العلاج .
لقد تكالب على العراق حيتان الفساد من وزراء ونواب ومسؤولين آخرين فسرقوا مليارات الدولارات من ثروة الشعب العراقي بعد أن وجدوا الفرصة سانحة لهم في غياب ضعف القانون وتراخيه ووجود العناوين الكثيرة كهيئة النزاهة وشبيهاتها التي ظلت إسما على مسمى لسنين ولسان حالها يقول:
(إسمي بالحصاد ومنجلي مكسور). وظل السراق يصولون ويجولون في بيئتهم الداخلية الخصبة ، وينعمون بأموال الشعب المسروقة منذ أعوام في دول أوربية وعربية يسخرونها لرفاهيتهم ولشراء العقارات والشركات دون أن يقول لهم أحد في هذه الدول التي تسعى بكل ماأوتيت من قوة لآنهيار الدولة العراقية من أين لك هذا.؟ولا حاجة لذكر هذه الأسماء التي تعرفها الجهات الحاكمة وقضاؤها وهيئة النزاهة فيها حين ذكر رئيس النزاهة الجديد بأن 380 قضية فساد كبرى مدرجة في لائحتها.وقد إلتقى فعل هؤلاء المفسدين مع عصابات الإرهاب الدموي الأعمى المعادي للبشر والشجر والحجر.وآلتقى معهما رأس ثالث لايقل خطورته عن الخطرين السابقين هو الفساد السياسي لمسؤولين كبار في عناوينهم يضعون قدما في العملية السياسية وقدما مع الإرهاب. ويراهم المواطن العراقي يظهرون على شاشات الفضائيات وهم يذرفون دموع التماسيح على أوضاع الشعب العراقي ليكتمل هذا الثالوث الخطير ويلتقي في نقطة واحدة هي العمل على تدمير الوطن أرضا وإنسانا. وكان من نتائجه الضعف المستمر لمؤسسات الدولة وتفكك بنيتها الإدارية والسياسية.
وأدى إلى التدخل السافر في شؤون العراق من دول وإمارات وراثية بترولية لاتُرى على الخارطة بالعين المجردة من خلال الإسطوانة المشروخة التي تعزف عليها وهي (نصرة أهل السنة في العراق) هذه الأكذوبة التي أصبحت كفميص عثمان ترفعه دوما وسائل إعلام تابعة لهذه الممالك والإمارات البترولية الطائفية وعلى رأسها محطة الجزيرة مستفيدة من بعض السياسيين الذين أكلت قلوبهم وعقولهم الأحقاد الطائفية في الداخل والذين يحلمون بإرجاع عجلة التأريخ للوراء، ولم يجدوا طريقا غيره لتوجيه المزيد من الطعنات إلى جسد العراق حتى الوصول إلى أهدافهم الخبيثة لإسقاط العملية السياسية ، بعد جعل الدولة العراقية تتخبط في متاهات الفوضى العارمة. ويمكنني أن أقول بأن غالبية أهل السنة الشرفاء الذين يقفون اليوم على الخطوط الإولى للدفاع عن حياض العراق وعن حرائر العراق قد أدركوا هذه اللعبة الخبيثة وعرفوا أبعادها الجهنمية وأدركوا أن لامستقبل لهم بدون وحدة التراب العراقي ، وبث روح التآخي بين سائر المذاهب والقوميات . وهم يقفون بكل شرف وإباء وطني ضد أعوان هذه الأهداف الشريرة التي يسعى إليها الطائفيون الحاقدون إلى تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات وفق مشروع بايدن.
وشتان بين المواقف الوطنية الشريفة لأبناء العراق الأوفياء وبين زعانف ونكرات خدمت نظاما دكتاتوريا قيع على صدور العراقيين لثلث قرن من الزمن وأهلك خلاله الحرث والنسل وشن الحروب العدمية التي أوصلت العراق إلى حافة الهاوية، وهي اليوم تمارس نفس أسلوب الذل والخنوع بتسكعها على أعتاب حكام لايعرفون في قاموسهم يوما الحقوق ا لمهدورة لشعوبهم على أيديهم وأيدي زبانيتهم ووعاظهم. وهاهم يخرجون من فنادقهم الضخمة ليتقاطروا على إمارة قطر وهم من بقايا البعث الفاشي وهيئة الإرهابي المقبور حارث الضاري وعلوج الطائفية الأذلاء القابعين في فنادق الذل والعار في عمان وقطر وإستانبول وأربيل ليجتمعوا تحت علمها وعلى مقربة من أكبر قاعدة أمريكية فيها ليكونوا مطايا تسخرهم هذه الإمارة العميلة لأهدافها الطائفية وليطرحوا بتوجيه من أميرها مايسمى بـ (المصالحة الوطنية بعد فشل العملية السياسية وبدعم إعلامي مكثف ومالي يقدر بـ200 مليون دولار ثمنا لتآمرهم وخيانتهم لتربة العراق. وهو إستمرار لمؤتمرات طائفية عقدت في إستانبول وعمان وأربيل للسعي إلى إسقاط العملية السياسية بالقوة، وتقسيم العراق إلى إمارات طائفية تحكمها شريعة الغاب من خلال لعبة الدم والموت والذبح التي تمارسها عصابات الإرهاب كما فعلوا في سوريا وليبيا واليمن .
https://telegram.me/buratha