المقالات

وهل يخيب من له ذاك الحبيب ؟

2275 22:24:44 2015-09-02

بسم الله الرحمن الرحيم

حينما يخفق قلبي شوقا ً لرؤياه لا بد لي ان اتجه صوب مشرق الشمس لاتبع اثره فاقطع المسافات والصحاري والجبال ويمر علي ليل ونهار على أمل اللقاء به واحضر الكلام تلو الكلام لامامي الهمام وبعد جهد جهيد أرى قبته تتلألأ في أرض طوس .

هناك تتغير نغمة قلبي من متسارعة الى متأملة فانظر الى ملبسي ورداء صلاتي الذي احرص ان يكون لونه مشرقا هادىء كي يلائم ذلك المشهد البهيج وبعد ان اتطهر واعلن توبتي الى الله اقرر الدخول واتحير من أي باب ادخل ومن اي طرف فلقد دعاني لزيارته كثيرا حد انني صرت اتحير ماذا اقدم له ومن اي باب ادخل وبأي حديث ابدأ .

ولم افتح معه حديثا قط بلساني فعيناي سرعان ما تكتبان على خدي حروف الندم والشوق والفرح مشاعر مختلطة لا تفسرها الكلمات ولا اعلم ان كان ما ينتابني من احساس ينتاب الاخرين انا اشعر بكم حنين وان للحرم الرضوي يدان تحضنان زواره وعباءة تلتفهم أن الامام الثامن سمي بالرؤوف وهو فعلا يشع رحمة وحنان وسمي بأنيس النفوس وفعلا تسر في جواره وسمي بغريب طوس فتراه يحف بك وبزيارتك .

عرفت ان حروفي ستنتهي ولن اصف شيء سوى عتبة حرمه فماذا اوصف ومتى وكيف ؟ سأقصر حتما ولكن أقول رفقا ً بي ايها الرؤوف رفقا ً بقلبي الذي اسرت أفكلما زرتك يسر قلبي أيام ويحزن أشهر طوال لفراقك , لاانفك افكر بك , وها هي ايام مولدك مرت علي لتجدد في قلبي لوعه الفراق ولكني اخجل من ذلك الاحساس كثيرا واود ان يملأ مكانه امل لقياك .

عذرا يا أمير المؤمنين فلطالما مددتنا بالقوة والرأفة والرحمة ولكن لحفيدك خصوصية فعندما ازورك اشعر بهيبة كبيرة تهز أرجاء المكان ثم تهجم اهات الكوفة علي واستغرق في حزنك الذي عشته في هذه المدينة وما انتابك من البصرة وصفين واطرق برأسي طويلا وكاني لا أشعر الا بعلي الكوفة ولا استحضر لعلي مكة والمدينة شيء ربما لان الحسرات التي بثتتها في الكوفة حزنا ً على المؤمنين لازالت هناك ؟

عذرا منكم يا أئمة البقيع فرغم انني لم اتشرف بزيارتك لكن بذكر البقيع تخور القوى وتتألم الروح .

عذرا من الامام الحسين واولاده وصحبه فحال ما اقترب من الضريح اشعر ان المصيبة قد وقعت فعلا وكأني للان لم اصدق ما جرى في كربلاء ويكفي ان اتخيل حين اخاطبك ان طفلك منحور على صدرك وانك مقطع وان عين عضيدك مصابة فيكدر عيشي وتختنق زيارتي وسبحان الله الذي يٌهدأ الروع ويُنسي الالم ويُبقي طعم زيارتك كالشهد الذي يشدنا للرجوع ثانية.

عذرا من قباب الكاظمية التي فتحت عيني بجوارها فللطامورة الم في قلبي

عذرا من قبة سامراء فهي تذكرني بحبيب غائب طال انتظاره

هي النعمة العظمى ان يوفقنا الله الى زيارتهم التي هي مرهم لجراحنا والالامنا وابواب الراحة لنفوسنا العليلة وسبحان من تجلت صفاته في انبياءه وائمته فبتنا نستشعر أسمائك تحت قباب احبتك وها هي قبة ثامن الائمة تشع حنانا ورأفة أشعر بحنانه جليا رغم انني لا المس الا جدران صخرية وشباكاً فولاذيا ً ولكن عجبا لفولاذ يحضن ويعانق!

ولزيارة غريب طوس ميزة اخرى انك تشعر بالسرور طيلة الزيارة حتى عندما تعلن التوبة وتستشعر الندم تجد ان الامل مخالط كل شيء في تلك الزيارة واحيانا اخجل من امامي من كم بهجتي وسعة ابتسامتي وأقول له اعتذر فانك المظلوم المسموم لكن اعذرني فانا اطير من الفرح حينما اكون بقربك ولا املك سيطرة على نفسي .

في زيارتي الاخيرة وصلت الى ضريحه الحنون وجل دعائي لمصدر فخري وعزتي اخوتي في ساحات القتال ضد داعش طلبت منه ان يحضركم وان يفتح شباكا من حرمه لكم كي يمدكم بحنانه ورأفته وانتم في بيداء الوطن تلتقطون جرذانها .

لم تكن زيارتي قريبة فلقد زرته قبل اشهر لكن التفت اليوم الى ان زيارتي قد انتهت فانا اعيش للان في تلك البقعة وارفض تصديق انني تركتها وشعرت بضرورة الاعتذار من أئمتي لتقصيري فقلبي تم اسره في حرم رضاكم فاعذروني وسبحان الذي جعلكم مثوى للقلوب المتيمة وسبحان من جعل لكل زيارة أثر ولكل امام بصمة .

اللهم لا تخرجنا من هذه الدنيا الا وانت راضا ً عنا , اللهم اجعلنا مع عترة نبيك , ومن شيعتهم لا فقط من محبيهم وارأف بنا بحق الامام الرؤوف ولا تتخلا عنا رغم ذنوبنا ولا تتركنا لحبائل الشيطانانك سميع مجيب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك