المقالات

ثورة أصلاح لا ثورة تغيير

1253 22:09:03 2015-08-30

أن الثورة التي عمت أغلب المحافظات العراقية جاءت مطالبة بالإصلاح لجميع الأوضاع السياسية والإدارية والاقتصادية والخدمية التي أصابها على مدى 12 عام الترهل والفساد مما سبب إلى ضياع المال العام العراقي وسرقته وهدره من قبل من تولى على إدارة الحكومة وخاصة في زمن حكومة المالكي والتي سببت دمار البلاد والعباد .

نؤكد على ضرورة التجاوب مع التظاهرات الوطنيّة باعتبارها مظهراً ديمقراطيّاً، والتفاعل مع المطالب المشروعة التي تـُعبِّر عن حاجات الشعب، ودعم الإصلاحات المُقدَّمة من قِبَل الحكومة، ومنحها المُدّة الكافية لتحقيق هذه الإصلاحات، على الرغم من التحدِّيات التي تواجه البلد خـُصُوصاً انخفاض أسعار النفط، ممّا يقتضي زيادة مصادر دخل الدولة من خلال تنوُّع هذه المصادر، وكذلك تشجيع القطاع الخاصّ والنـُهُوض به.

لقد ركب الموجة بعض من يريد أن يحل البرلمان وإسقاط النظام السياسي برمته ، وإبعاد جميع الأحزاب السياسية وخاصة الأحزاب الإسلامية من الساحة السياسية . وبعيدا عن كل الانتماءات فان تلك الخطابات فارغة وغير واقعية ، وهو الدفع بالبلد نحو الهاوية .

نجد ان الذي يتحدث بتلك المطالب هي قوى فقدت مكانتها في الشارع العراقي وتريد اليوم ان تتسلق تلك التظاهرات السلمية العفوية عسى ان تحقق بعض ما تصوب اليه بعد ان عجزت على مدار 12 عام أن تقنع الجماهير ببرامجها .فنراهم يتحدثون نيابة عن جميع أبناء الشعب .

أن المطالبة بإسقاط النظام السياسي دعوة ساذجة ومخالفة للمسار الديمقراطي وللدستور الذي صوت له أكثر من 11 مليون عراقي . وان الذين يدعون إلى ذلك لم يقدموا أي بديل سياسي واقعي يمكن أن يملئ الفراغ السياسي .

أن أمام الجماهير هو خيار واحد لا خيارين ، هو خيار الإصلاح وليس خيار التغيير للنظام السياسي ، فأن اختاروا التغيير فمن يكون البديل ؟!! داعش أو حزب البعث أو الفوضى .نعم نقول هناك أخطاء ويجب أن يتم أصلاحها وعدم تجاهلها وفق منهج مدروس يجمع عليه الجميع وليس ضمن أجندات ومشاريع خيالية واقصائية . 

لقد دعت المرجعية الدينية إلى مكافحة الفساد وإصلاح المؤسسات الحكومية وتحسين الخدمات العامة ، وأكدت على وضع حلول جذرية لمشاكل المواطنين التي صبروا عليها طويلا ، ودعت المسؤولون من القيام بالعملية الإصلاحية ، واتخاذ قرارات جرئيه تكون مقنعة للشعب العراقي وحذرت أكثر من مرة من عواقب التسويف .

أن الطبقة السياسية التي وصلت السلطة عبر صناديق الانتخاب والتي يشوبها أحيانا التزوير كان عليها أن تدير البلد بصورة صحيحة ولكن للأسف الشديد جرت الأمور بغير ذلك ووصلوا بالبلد إلى الأوضاع المزرية التي تنذر بخطر جسيم .

إن سبب تدهور وضع البلاد هو السياسيين الذين حكموا البلاد خلال السنوات الماضية والتي ألت إليها الأمور ، فإنّ كثيراً منهم لم يراعوا المصالح العامّة للشعب العراقي بل اهتموا بمصالحهم الشخصية والفئوية والطائفية والعرقية، فتقاسموا المواقع والمناصب الحكومية وفقاً لذلك لا على أساس الكفاءة والنزاهة والعدالة، ومارسوا الفساد المالي وسمحوا باستشرائه في المؤسسات الحكومية على نطاق واسع، فأدّى ذلك كله إلى سوء الأوضاع الاقتصادية وتردّي الخدمات العامة.

إن الإسراع في خطوات الإصلاحية وتحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على الفساد المستشري في مختلف مؤسسات الدولة ولاسيما المؤسسات العسكرية هو الحل الأمثل الذي يخرج البلاد من الضياع والتقسيم ، وإذا لم يتحقق ذلك فان من المتوقع أن تسوء الأوضاع أزيد من ذي قبل وربما تنجر إلى مالا يتمناه أي عراقي محب لوطنه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك