المقالات

ثورة أصلاح لا ثورة تغيير

1124 22:09:03 2015-08-30

أن الثورة التي عمت أغلب المحافظات العراقية جاءت مطالبة بالإصلاح لجميع الأوضاع السياسية والإدارية والاقتصادية والخدمية التي أصابها على مدى 12 عام الترهل والفساد مما سبب إلى ضياع المال العام العراقي وسرقته وهدره من قبل من تولى على إدارة الحكومة وخاصة في زمن حكومة المالكي والتي سببت دمار البلاد والعباد .

نؤكد على ضرورة التجاوب مع التظاهرات الوطنيّة باعتبارها مظهراً ديمقراطيّاً، والتفاعل مع المطالب المشروعة التي تـُعبِّر عن حاجات الشعب، ودعم الإصلاحات المُقدَّمة من قِبَل الحكومة، ومنحها المُدّة الكافية لتحقيق هذه الإصلاحات، على الرغم من التحدِّيات التي تواجه البلد خـُصُوصاً انخفاض أسعار النفط، ممّا يقتضي زيادة مصادر دخل الدولة من خلال تنوُّع هذه المصادر، وكذلك تشجيع القطاع الخاصّ والنـُهُوض به.

لقد ركب الموجة بعض من يريد أن يحل البرلمان وإسقاط النظام السياسي برمته ، وإبعاد جميع الأحزاب السياسية وخاصة الأحزاب الإسلامية من الساحة السياسية . وبعيدا عن كل الانتماءات فان تلك الخطابات فارغة وغير واقعية ، وهو الدفع بالبلد نحو الهاوية .

نجد ان الذي يتحدث بتلك المطالب هي قوى فقدت مكانتها في الشارع العراقي وتريد اليوم ان تتسلق تلك التظاهرات السلمية العفوية عسى ان تحقق بعض ما تصوب اليه بعد ان عجزت على مدار 12 عام أن تقنع الجماهير ببرامجها .فنراهم يتحدثون نيابة عن جميع أبناء الشعب .

أن المطالبة بإسقاط النظام السياسي دعوة ساذجة ومخالفة للمسار الديمقراطي وللدستور الذي صوت له أكثر من 11 مليون عراقي . وان الذين يدعون إلى ذلك لم يقدموا أي بديل سياسي واقعي يمكن أن يملئ الفراغ السياسي .

أن أمام الجماهير هو خيار واحد لا خيارين ، هو خيار الإصلاح وليس خيار التغيير للنظام السياسي ، فأن اختاروا التغيير فمن يكون البديل ؟!! داعش أو حزب البعث أو الفوضى .نعم نقول هناك أخطاء ويجب أن يتم أصلاحها وعدم تجاهلها وفق منهج مدروس يجمع عليه الجميع وليس ضمن أجندات ومشاريع خيالية واقصائية . 

لقد دعت المرجعية الدينية إلى مكافحة الفساد وإصلاح المؤسسات الحكومية وتحسين الخدمات العامة ، وأكدت على وضع حلول جذرية لمشاكل المواطنين التي صبروا عليها طويلا ، ودعت المسؤولون من القيام بالعملية الإصلاحية ، واتخاذ قرارات جرئيه تكون مقنعة للشعب العراقي وحذرت أكثر من مرة من عواقب التسويف .

أن الطبقة السياسية التي وصلت السلطة عبر صناديق الانتخاب والتي يشوبها أحيانا التزوير كان عليها أن تدير البلد بصورة صحيحة ولكن للأسف الشديد جرت الأمور بغير ذلك ووصلوا بالبلد إلى الأوضاع المزرية التي تنذر بخطر جسيم .

إن سبب تدهور وضع البلاد هو السياسيين الذين حكموا البلاد خلال السنوات الماضية والتي ألت إليها الأمور ، فإنّ كثيراً منهم لم يراعوا المصالح العامّة للشعب العراقي بل اهتموا بمصالحهم الشخصية والفئوية والطائفية والعرقية، فتقاسموا المواقع والمناصب الحكومية وفقاً لذلك لا على أساس الكفاءة والنزاهة والعدالة، ومارسوا الفساد المالي وسمحوا باستشرائه في المؤسسات الحكومية على نطاق واسع، فأدّى ذلك كله إلى سوء الأوضاع الاقتصادية وتردّي الخدمات العامة.

إن الإسراع في خطوات الإصلاحية وتحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على الفساد المستشري في مختلف مؤسسات الدولة ولاسيما المؤسسات العسكرية هو الحل الأمثل الذي يخرج البلاد من الضياع والتقسيم ، وإذا لم يتحقق ذلك فان من المتوقع أن تسوء الأوضاع أزيد من ذي قبل وربما تنجر إلى مالا يتمناه أي عراقي محب لوطنه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك