المقالات

حتمية ألغاء مفوضية الأنتخابات !..قاسم العجرش

2887 13:07:17 2015-08-24

   مع أن العملية الأنتخابية هي جوهر الديمقراطية، وهي التي ترسم ملامح الساحة السياسية، إلا أن المطالبات بالإصلاح والتظاهرات، والقرارات الحكومية والبرلمانية الخاصة بالإصلاح، غابت عنها اي إشارات للعملية الأنتخابية، مثلما لم تعر بالاً للأخطاء البنيوية في مفوضية الإنتخابات، وللفساد الذي لا يمكن تبرئتها منه!

   إن الضرورة تستدعي وبشكل عاجل ومؤكد، أن تشمل الإصلاحات العملية الأنتخابية، مثلما يتعين أن تشمل المؤسسة الأنتخابية، لأنها بقيت مثقلة بأخطاء بنيوية، لا يمكن السكوت عنها، ولم يتم الإقدام على إصلاح حقيقي لميكانيزمات العملية الانتخابية، بما يجعلها عملية حقيقية منطلقا ومنتهى، ويعيد الاعتبار والثقة لها ولنتائجها.
الحقيقة التي لا يمكن إنكارها، هي أننا قبل 2003، لم نكن نتوفر على حد أدنى من الخبرات، بعمليات الأنتخاب والإقتراع، وكل الخبرات المتوفرة لدينا الآن، هي نتيجة لما تحصل بعد ذلك التاريخ، كما أنها بنيت بأياد ليست عراقية، بمعنى أنها صممت وبنيت من قبل المحتل الأمريكي، وعبر مؤسسات الأمم المتحدة.
هنا تداخل عاملين، الأول وهو المحتل الأمريكي، الذي كان يريد بناء منظومة إنتخابية خادمة لتلبية مصالحه، والثاني الأمم المتحدة ببيروقراطيتها المعهودة، وبطوباوية أفكارها ورؤاها.
   لقد كانت النتيجة؛ أن أنشىء لدينا جهاز إنتخابي طويل عريض دائم، هو المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات، حيث ألصقت بها صفة “المستقلة” لصقا، لأنها بالواقع إنعكاس تفصيلي، للواقع السياسي العراقي، حيث يتكون مجلسها من ممثلي الاحزاب، وحيث يتحكم بواقعنا السياسي نظامها الأنتخابي العجيب، وكيفية توزيع المقاعد الغريبة التي ابتدعتها بالنتائج، وتمنع التغيير في توازنات التمثيل البرلماني، لأنها مصممة بشكل يجعل من اليسير؛ أن يصل الى مجلس النواب من لا يمتلك 60 صوتا، وتلك لعمري لطخة عار في جبين الديمقراطية!
   المفارقة المهمة التي أشرنا اليها بمفردة”دائم”، هي أن هذا الجهاز الدائم يؤدي أنشطة، تفضي الى نتائج ليست دائمة، نحتاجها كل أربع سنوات، وهذه الديمومة تكلف شعبنا، ما لا يقل عن 500 مليار دينار سنويا، وهذا يفسر الترف الذي تعيشه المفوضية، حيث حياة الفنادق والمؤتمرات، وحيث يتقاضى آلاف الموظفين، رواتب عن عمل ليس هو بعمل، وحيث أنشأنا ديمقراطية هي الأكثر تكلفة في العالم!
   إننا لسنا شعبا من المغفلين أو الأيتام، حيث يتعلم المنتفعون الحجامة برؤوسنا، وحيث يأكلون من أقفيتنا، تحت بنود الرواتب والأبنية والمنشآت، والتشغيل والأثاث والإدارة والسيارات، وكثير من أوجه الانفاق الوهمي، ويتعين أن ننتهي من هذا الوضع الإستثنائي، ونتركه خلف ظهورنا، ونحسبه ذكرى من ذكريات الإنفاق اللا مبرر!
إن الحل يتمثل بشمول العملية الإنتخابية برمتها بالإصلاح، وان يتم إلغاء مفوضية الإنتخابات، فورا وبلا إبطاء، بل وبلا حاجة للحديث أو البحث عن بديل، لأن البديل هو الجسم القضائي العراقي، وهو جسم قادر على التعاطي مع الأنتخابات، مستعينا بتجارب الآخرين، كمصر التي عدد سكانها ثلاثة أضعاف العراقيين، وكالهند التي يشكل سكانها قرابة ثلثمائة ضعف العراقيين..
كلام قبل السلام: إن على السيد العبادي، وعلى جناح السرعة، إرسال مشروع قانون بإلغاء مفوضية الأنتخابات الى مجلس النواب، وإيكال مهامها الى القضاء؛ عند الحاجة والإقتضاء!
سلام…

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك