وهناك سؤال كبير على شفتي كل مواطن عراقي كيف تدخل هذه الشاحنات المحملة بمتفجرات الموت داخل الأسواق الشعبية في غفلة من قوات الأمن المنتشرة في كل مكان إذا لم يكن هناك نوع من التواطؤ مع هؤلاء القتلة.؟ أوعلى أضعف الإيمان إذا لم يكن نوع من الخلل أو الإهمال أو التراخي في أداء الواجب وبمجرد غلطة مدتها ثوان معدودة تؤدي إلى عشرات ومئات الشهداء والجرحى وإلى تدمير منطقة بكاملها،وإضافة قوائم جديدة إلى قوائم الأيتام والأرامل في العراق الجريح. ولا يدري المواطن العراقي متى يتم قبر جرائم المجرمين قبل حدوثها لكي يعود إلى بيته وعائلته سالما في المساء بعد عناء طويل بذله طول النهار من أجل الحصول على لقمة العيش له ولعائلته.؟ ودولة يديرها سياسيون وإعلاميون بعيدون عن المهنية والكفاءة لابد أنهم يفتحون أبواب الوطن على مصاريعها لكي يدخل منها الإعلام المعادي، ويوجه طعناته الغادرة نحوه بعد أن أدخلوه في نفق مظلم، وركبوا رؤوسهم وتمادوا في تعنتهم وتصلبهم، وأهملوا مصالح الشعب،وحصروا تفكيرهم وسعيهم في الوصول إلى مكاسبهم الشخصية من خلال فسادهم وعدم كفاءتهم في قيادة وطن تحيط به أخطار جمة؟وقد نبهت المرجعية الرشيدة الطبقة السياسية مئات المرات إلى هذه الأخطاء القاتلة التي يرتكبها السياسيون، وظلت موارد الدولة تُستنزف من خلال المناصب وتضخم الدولة بالوزراء،والمناصب الكثيرة الأخرى التي تستنزف موارد الدولة كنواب رئيس الجمهورية ونواب رئيس الوزراء وحماياتهم ومكاسبهم الخيالية.
لقد عاد الأمل إلي نفوس الأكثرية الساحقة من العراقيين وبمختلف قومياتهم ومذاهبهم بعد حزمة التغييرات التي أقدم عليها الدكتور حيدر العبادي. لكن الطريق طويل جدا للوصول إلى الهدف السامي الذي يسعى إليه المخلصون لإنقاذ العراق من جسامة الأخطاء المتراكمة. ولا شك إن المعادين لعملية الإصلاح سيبذلون كل مافي وسعهم لوضع العصي في دواليب عجلة التقدم إلى الأمام ، مالم تقترن عملية الإصلاح بإرادة حديدية صلبة من أبناء العراق الشرفاء.
إن إستجابة رئيس الوزراء لنداءات المرجعية المجاهدة التي تسعى دوما لتخليص الوطن من أمراضه، والمطالب الشعبية أمر في غاية الأهمية والشعب والمرجعية يضعان القوى السياسية على المحك للنهوض بالعراق ، وتخليصه من الفاسدين، ولسد الطريق أمام وسائل الإعلام المعادية والقوى الظلامية المتربصة بالعراق والتي تمني نفسها بإرجاعه إلى حظيرة الحكم الدكتاتوري البغيض. فأعداء العراق وإعلامهم يستغلون كل الثغرات لتدمير الدولة العراقية وجعلها دولة مهزوزة فاشلة ضعيفة لاكيان لها.وهم يستغلون كل أزمة ليسخروها إلى أجنداتهم الخبيثة.
والمطلوب من رئيس الوزراء اليوم أن يكون في منتهى الحزم ضد كل مفسد ويحيله إلى قضاء عادل وكفوء لينال جزاءه دون تردد حتى ولو كان من أقرب المقربين له بعيدا عن الرغبات الثأرية غير المحسوبة التي يسعى إليها البعض من ثعالب السياسة لتخليص أنفسهم من العقاب. ويجب على كل من يدعي مكافحة الفساد أن يقف مع رئيس الوزراء في حملته وقفة جدية صادقة دون أي لف أو دوران إذا كان مع الشعب حقا وصدقا لتطهير الدولة من تماسيح الفساد مهما كان نفوذهم وموقعهم في الدولة ولا أريد أن أخرج عن مقالي الذي يدور حول الإعلام المعادي للعراق والذي يستغل كل صغيرة وكبيرة لتدمير هذا الوطن.
ومن حق المواطن العراقي أن يقول بملء فمه من حقي أن أرفع رأسي وأفتخر لأن لي حكومة على قدر كبير من المسؤولية الوطنية والنزاهة،تسودها لغة القانون ، ولها القدرة على تذليل العقبات وسد الثغرات التي يستغلها دهاقنة الإعلام المعادي.؟ إنه سؤال كبير يدور في أذهان الملايين من العراقيين الذين عانوا كثيرا ولم يسمعوا آذانا صاغية من حكوماتهم. وإن العراق فيه الكثير من الكفاءآت العلمية النزيهة التي بآستطاعتها خدمة الشعب وتقديم الخدمات الضرورية له وعلى رأسها إصلاح الخلل في المنظومة الكهربائية التي أكلت أكثر من 40 مليار دولار والتي تحولت إلى مرض مزمن في جسم العراق لكثرة المفسدين في هذه الوزارة. فهل يتحقق ذلك أم يبقى العراق على حاله ويخوض فيه السياسيون الفاشلون والمفسدون دون حساب أو عقاب وإن ما حدث عبارة عن هبة مؤقتة ثم تعود حليمة إلى عادتها القديمة؟ ويستغلها الإعلام المعادي لتوجيه المزيد من الطعنات إلى جسم العراق الجريح.؟إن الأيام والأشهر القادمة كفيلة بكشف الحقيقة.
بسم الله الرحمن الرحيم:
(فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ.) يونس 102.
https://telegram.me/buratha