المقالات

لا بُدَّ مِنْ مُحاكَمَتِهِ أولاً .

1669 01:16:27 2015-08-10

نقل لي أحد الأصدقاء وهو برتبة ضابط في الشرطة، أنه في يوم من الأيام حكم أحد القضاة على سارق، بحكمين قاسيين جداً في آن واحد، لأنه سرق دجاجة مع بيضها، مع إنها جريمة واحدة! فكان حكم للبيض، وحكم للدجاجة، وللقاضي فيها معنى أجهلُهْ .

تطبيق القانون على الكل وعدم إستثناء أحد، يحقق العدل في المجتمع، بل وينشر الأمان، وتنتهي عندها كثير من المشاكل المدنية، وعلى الحكومة إدراك هذا الأمر، فكيف إذا كان السارق ممن يعتلون المناصب السيادية !.

كان نظام البعث المتسلط بقانون القائد الأوحد، أكبر نظام دموي شهده العراق منذ غزو هولاكو لبغداد وإستباحتها، وبعد سقوط النظام إستبشرنا خيراً بالنظام الديمقراطي، الذي يعطي الشعب حقوقه كاملة، ويكون هو صاحب السلطة بواسطة النواب المنتخبين منه، لكن الذي جرى ليس كما كنّا نتصوره! بل إتجه بنا الى بناء إمبراطوريات بأموال الشعب، التي تم إستباحتها من قبل أولئك المتسلطين على رقاب القوم، ومن فلتات الدهر أن يعتلي نوري كامل المالكي كرسي رئاسة الوزراء! بعدما وضع مجلس القضاء الأعلى تحت يده، لحمايته من القانون العراقي، ويحكم له بما شاء، وما إستثناء المشمولين بإجتثاث البعث إلا أول الغيث والإستيلاء على البنك المركزي لسرقته بعد أن عزل أفضل الإقتصاديين المشهود لهم عالمياً وإكالة التهم لهم جزافاً ليخلوا له التصرف كيفما شاء! ومتى ما أراد! أوليس نوري المالكي قبل أن يصبح رئيسا للوزراء في الحكومة الإتحادية، كان عضواً في اللجنة الدستورية؟ وقد أخذ كامل الفرصة في مناقشات كتابة الدستور! واليوم نستغرب من تصريح سيادته الذي أشار فيه الى "ان الدستور كتب على عجل" مما أوجد فيه ثغرات كثيرة! منها تقليص صلاحياته لصالح إقليم كوردستان! وهذا يعني رغبته في إعادة الحكم المركزي؟ وهو مناقض لما جاء من قواعد جوهرية في الدستور العراقي الذي كان أحد أعضائه؟.

معظم المتظاهرين يريدون حقوقهم لكنهم يجهلون النوايا المخبئة، ومن يحركها ويبث فيها ما يريد، وعلى الجمهور أن يعي أنه يسير بركب من لا يريدون العملية السياسية أن تسير بالإتجاه الصحيح، وهذه فرصتهم، لان المواطن العراقي قد مل الوعود وآثر أن يخرج للتظاهر في سبيل التغيير، ومطلبها أنه يجب محاسبة كل الفاسدين، وتبدأ من الهرم الى الأسفل ولا تستثني أحد .

محاسبة رئيس الوزراء الأسبق ومحاكمته، لا سيما باقي الفاسدين مطلب كل الجماهير، إلا مؤيديه الذين لا عمل لهم سوى بث الإشاعات، والنيل بكل الوسائل الممكنة من الكتل الأخرى، لتغطية الفضائح التي تزكم الأنوف، التي إرتكبوها بحق الشعب العراقي .

كل الأخطاء التي نمر بها اليوم هي من تركاته، وهو الذي كان يشغل كل المناصب، بدأً من رئاسة الوزراء ؛ وتتسلسل الى وزارة الداخلية ؛ و وزارة الدفاع ؛ و قيادات القوة الجوية و البرية و البحرية ؛ و جهاز المخابرات ، و المجلس الأعلى للقضاء ؛ و المحكمة الإتحادية ؛ و البرلمان ؛ و مفوضية النزاهة: ست ثلاثون من أصل ثمان وثلاثون مفتشاً! والنتيجة خراب العراق وضياع ثلثه، ودماء سبايكر لم تجف بعد، لاسيما باقي التضحيات التي نقدمها اليوم، في سوح الشرف بالدفاع عن العراق، نتيجة تلك التصرفات الرعناء، اليس هذا كافيا أن يجعله في قفص الإتهام ؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك