المقالات

حذرتنا المرجعية وإنتخبنا السرسرية

1417 00:34:41 2015-08-10

لا يختلف إثنان على إن المظاهرات حق مشروع كفله الدستور والقانون العراقي؛ بعد سقوط النظام البعثي، ونحن كمراقبين في هذا المجال أول المؤدين لهذا الأمر والداعمين له، حيث إن المظاهرات التي نشهدها هذه الايام في العاصمة بغداد، وباقي المحافظات الجنوبية؛ ومما لا شك فيها قد تقف ورائها وتمولها جهات فاشلة، من أجل حرفها عن مسارها الصحيح، وجعلها بدل المطالبة بالخدمات إلى إسقاط الحكومة، والتعدي على مقام المرجعية الدينية. 
فقد شاهدنا عدة لافتات رفعت في مظاهرات بغداد والنجف الأشرف تحديداً؛ حيث صبت جم غضبها على المرجعية الدينية والقوى السياسية، التي حذرت من إنتخاب الذين أخفقوا بقيادة المركب السياسي، وتحميل هؤلاء المسؤولية بدون وجه حق؛ وكل الشعب يعلم إن المرجعية ليس لها ناقة ولا جمل في الكابينة السياسية، إلا دورها الاشرافي العام ونصائحها للقوى السياسية جميعاً، وحثهم على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين، وتحسين الوضع المعيشي للطبقة الفقيرة والمعدومة، والغاء حالة الطبقية بين فئات الشعب. 

لم ننسى قبل عاماً من الأن وتحديداً قبل الإنتخابات النيابية، التي جرت في العراق عام 2014، والتي بح فيها صوت المرجعية الدينية المنادية بالتغيير والإصلاح السياسي، وتغيير الوجوه الكالحة التي لم تجلب الخير للعراق والمجرب لا يجرب، ولم تكتفي المرجعية بالمشافهة، بل أرسلت كتب ووصايا للمتصديين بالتنحي عن السلطة، وفسح المجال أمام الأخرين لكي يتسنى لهم أخذ دورهم لقيادة المركب السياسي، الذي خرمه اولئك الذين شككوا بحيادية المرجعية ونزاهتها، من أجل إدامة سلطانهم. 

إن هؤلاء الفاشلين الذين أسقطوا ثلث مساحة العراق بيد داعش؛ وأدخلونا بأزمات سياسية وطائفية وقومية، وعشنا ما يقارب العقد بعزلة دولية، عادو من جديد هذه الايام في وسط المظاهرات المطالبة بتحسين الخدمات، يتهمون المرجعية الدينية بانها هي التي أوهمتهم بإنتخاب الفاشلين، ويلقون باللائمة عليها من أجل خلط الأوراق، وجعل جرائم سبايكر وبأدوش وسقوط خمسة محافظات وسرقة ميزانية العراق، وإنهيار إقتصادي وسياسي وأمني كلها طي النسيان؛ ويأملون تفصيل مرجعيات جديدة تتناسب مع توجهاتهم الشخصية وحسب الطلب. 

لقد" حذرتنا المرجعية وإنتخبنا السرسرية"؛ لابد أن يكون هكذا شعارنا في المظاهرات القادمة، لكي نبين للعالم إن المرجعية الدينية أول من حذرت من إنتخاب الفاسدين والفاشلين، ووصفتهم بوجوه كالحه والمجرب لا يجرب. الخ، ومعظمنا تجاهل هذه التوصيات وعاد إنتخاب هؤلاء، الذين هم سبب الفساد والفشل الكبير في مؤسسات الدولة، والتأثير الفاضح اليوم على اداء الحكومة الحالية من خلال فرقة المستشارين" الشيطانية"، التي كانت ومازالت تدير الأمور من خلف الكواليس، وأيدتها العقول المتحجرة التي صدقتها وكذبت المرجعية الدينية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك