هل تبقى الجماهير تنتظر قوى عالمية كبرى لتتخلص من الأنظمة الظالمة ، كما انتظرت على مدى 35 عاماً وعاشت الظلم الديكتاتوري البعثي . أن الجماهير العراقية لم تنتظر بعد هذه الفترة الطويلة التي مضت لتعيش بقية سنواتها تحت ظلم سياسة هوجاء ظالمة لا تعرف كيف تدير أمور البلد ، وقد أوصلته إلى حالة من التدهور والضياع بين سياسة المحاصصة والمنافع الشخصية والحزبية .
أن بوادر الثورة قد بانت وأصبحت غالبية الشعب تطالب بالثورة لتغيير ما أفسده الفاسدون والفاشلون والمزورون الذين حكموا البلاد على مدار أكثر من عشر سنوات عجاف . لقد خاضت الجماهير على مدى السنوات العشر الماضية معارضة سلمية معبرة على جميع الأصعدة بالتظاهرات والاعتصام ، ولكن الأمور بقية على نفس الحال دون تغيير ، بل تحول إلى الأسوء في جميع الميادين ، لذا نجد اليوم الجماهير متحمسة إلى تغيير مسار العملية السياسية نحو خدمة المواطن وليس خدمة الأشخاص والأحزاب التي تتبناها كل الكتل السياسية العاملة على الساحة السياسية العراقية . قد تحتاج الجماهير إلى قائد مثل كاسترو وجيفارا ليحمل شارة النضال ضد الأحزاب الفاسدة من أجل تحريرها من نير الحكومات الفاسدة التي نهبت خيرات العراق . فقد لاح في الأفق ظهور ذلك القائد الذي تنتظره كل الجماهير التي تريد أن تعيش بأمن وأمان ، وفي عز وازدهار ، ومحبة وسلام ، وتآخي وانصهار ، بعيدا عن الطائفية والقومية والحزبية . قد أتهم بأني أحرض على الثورة ..
نعم أقولها وبكل صراحة .. لا تغيير بدون ثورة .. والثورة يجب أن تكون عارمة للقضاء على الفساد والمفسدين والحراميه الذين نهبوا خيرات البلد . نقول للذين لا يرغبون بذلك ( الساكت عن الحق شيطان أخرس ) ، لا مجاملات بعد على حقوق الجماهير ، ولا تنازلات عن الاستحقاقات . لقد ضحى الشعب بما هو الكفاية ولا يستطيع أن يتحمل أكثر من ذلك . أن الأمور تسير من سيء إلى أسوء نتيجة السياسة الفاشلة التي أدير بها البلاد ، مما سبب في ضياع أمل الجماهير التي كانت تحلم بالتغيير من ظلم الديكتاتوري البعثي ، ولكن جاءت تلك الأحزاب التي كانت بعيدة عن السلطة ل ( تخيط .. وتخربط ) ، فكل حزب بما لديه من الفاسدين والمزورين والحراميه فرحون بهم أن عدم وجود تطور اقتصادي وتنموي في العراق يتناسب مع مجموع المدخولات المالية واستشراء الفساد المالي والإداري بصورة لم يسبق لها مثيل في اغلب مؤسسات الدولة وخاصة المهمة منها .فكان أحد الأسباب التي أدت إلى سقوط عدد من المدن المهمة تحت سطوة عصابات داعش .
ولقد لفتت المرجعية الدينية إلى أن كل ذلك لم يكن كافيا لان يصحو ضمير البعض ويستيقظ على وقع ما حل به العراق وشعبه من الكوارث والفجائع اذ ما تزال الوقائع على الأرض تحكي الكثير من حالات الفساد الكبيرة وفي مواقع مهمة في الأجهزة الحكومية التي تتطلب معالجتها وقفة شجاعة وجريئة ووطنية تعبر عن شعور المسؤولين بالخطر العظيم والمستقبل المجهول للبلد ان لم يعالج هذا الملف. أن شعور المسئول قد مات اتجاه وطنه وأصبح شعوره باتجاه نفسه وأقاربه وحزبه ، فلا نجد صحوة لذلك الضمير ، وان مصير البلد بالاتجاه المجهول ، وعلى الخيرين من أبناء هذا الشعب إلا أن يثوروا على تلك العصابة الفاسدة التي نهب خيرات البلد .
لقد دفع رجال وشباب العراق ثمن باهض نتيجة فساد تلك العصابات التي استحوذت على خيرات البلد ، مما أفقد البلد الكثير من مجالات التنمية والخدمات . واليوم نهيب بكل الجماهير الخيرة ان يستحضروا في أنفسهم حجم المسؤولية الشرعية أمام الله والمسؤولية الوطنية أمام شعبهم ليبدءوا بمرحلة العلاج الحقيقي والجاد لهذا الداء العضال بثورة عارمة تحمل شعار ( يا جماهير ثوري ثوري خلي نوري يلحك الدوري ) .
https://telegram.me/buratha