المقالات

الجهل بالارقام وتسريب المعلومات الكاذبة، باب للفتنة والفشل

3015 21:27:54 2015-07-27


نشرت صحيفة "الاتحاد الاماراتية" بتاريخ 22/7/2015 تقريراً نقلاً عن "المركز العالمي للدراسات التنموية البريطانية" (لم نتأكد من جديته او حتى وجوده)، وبدورها نقلت عن الصحيفة وسائل اعلام عربية وعراقية نصوص ما نشرته "الاتحاد" تقول، "ان العراق سيكون عاجزاً عن دفع رواتب موظفيه بسبب تجاوز العجز في الموازنة المالية العامة للبلاد مبلغ 50 مليار دولار".. وجاء في التقرير ان "العجز غير مبرر، كون الموازنة اعدت على اساس سعر 90 دولاراً للبرميل بينما لم يقل سعر النفط عن 100 دولاراً".. واردف ان "اقتطاع 15% من الموانة المخصصة للاستثمارات النفطية خفض الصادرات العراقية خلال الاشهر الثلاثة الماضية، واثر على ايرادات الدولة وخططها بزيادة الصادرات لاكثر من 3.5 مليون برميل".. وتابع "ان شركات النفط العملاقة باتت غير قادرة على التعامل مع البيئة المضطربة للاقتصاد".. وان "عجز موازنة العراق اسهم في اضعاف قدرة الحكومة على بسط الامن كونها تخوض حرباً في الانبار تكلف الدولة 7 ملايين دولار يومياً".

ان حجم المعلومات الخاطئة كبير ويكذب نفسه بنفسه.. فتقديرات النفط بنيت على 56 دولاراً للبرميل وليس 90 دولاراً.. وان اسعار النفط انهارت الى نصف ما يذكره التقرير خلال النصف الاول من 2015.. وان الارقام الواردة عن النفط خاطئة بالمطلق.. فعمل الشركات الاجنبية سائر على قدم وساق، وهناك اقبال كبير على الاستثمار في العراق. اما الموازنة فلم تبن على 3.5 مليون برميل/يوم، بل بنيت على 3.3 مليون برميل/يوم... تأتي 550 الف برميل/يوم من الاقليم و2.750 مليون برميل من المنافذ الجنوبية.. والحقيقة ان ارقام الصادرات تجاوزت اليوم سواء ما خططت له الموازنة او حتى ما تكلم عنه التقرير.. فاذا تركنا الربع الاول من العام والاشكالات مع الاقليم حول ما يسلمه من واردات نتيجة صادراته النفطية، فان مجموع الصادرات في تقدم مضطرد.. وان صادرات المنافذ الجنوبية قد تجاوزت خلال الاشهر الاخيرة 3 مليون برميل/يوم.. وقاربت الصادرات من جيهان الـ500 الف برميل/يوم، علماً ان وزارة النفط باتت تخصص خلال الاشهر الاخيرة كميات من النفط الخام لوزارة الكهرباء تعدت الـ200-300 الف برميل/يوم.

اما الاستخفاف بعقول الناس فيظهر عند الكلام عن الافلاس.. فالبلدان لا تفلس بل تواجه صعوبات وازمات.. وازمة العراق هي في الافراط في النفقات العبثية وغير الراشدة وليست في موارده اساساً.. وصعوباته هي في منظومته الاقتصادية التي باتت تعتمد كلياً على النفط، والتي تعشعشت فيها اقطاعات ادارية ومالية، وتشريعات بالية تمنع عليه استثمار طاقاته الكبيرة المتوفرة. نعم هناك صعوبات جمة ليس لمنع الافلاس بل لتجاوز الهدر والعطل والفساد، لاسيما وان البلاد تحتفظ باحتياطات غير قليلة، منها حوالي 67 مليار دولار في البنك المركزي.. وان انتاجها النفطي في تزايد ووارداته الشهرية تتعدى اليوم الـ5 مليار دولار رغم انهيار اسعار النفط.. ومتوسط دخل الفرد السنوي يصل الى 6400 دولاراً، وهو اكثر 10 مرات تقريباً عما كان عليه في 2003.. ومعدل العجز في الموازنة، وكذلك معدل الدين العام للناتج الوطني الاجمالي ما زالا اقل بكثير من الكثير من الدول المجاورة.

على الاعلام الحذر من ترويج التقارير المتهافتة، التي تغطي نفسها احياناً باسماء اجنبية لاعطاء المصداقية لنفسها.. وبالفعل هناك حاجة الى "مدقق حقائق" في وسائل الاعلام، كما يطالب "بيت الاعلام العراقي" imh-org.com لمنع ترويج الاخبار المشوهة، والتي قد تكون مدسوسة اصلاً .
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك