قد لا نشهد خطبة من السيد عمار الحكيم بهذه القوة والصراحة والوضوح ، ينتقد بها المالكي وجماعته على التصرفات غير الأخلاقية التي مورست على تيار شهيد المحراب .
ففي خطبة صلاة عيد الفطر المبارك التي أقامها السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي شدد على أهمية التحالف الوطني كونه البيت السياسي الرصين في الساحة الوطنية، ودعا قوى التحالف الوطني إلى جعله مؤسسة راشدة تنظم أداءهم السياسي وتمنع من تحولهم إلى قبائل سياسية متنافسة ومتقاطعة وضعيفة، وأعرب عن أسفه لسلوك المالكي وجماعته إلى جعل من التحالف الوطني مؤسسة متلكئة وعاجزة ، وحذر من إن تيار شهيد المحراب سيلجأ إلى خيارات بديلة لتقوية التحالف الوطني إذا لم يلمس الجدية الكافية لحسم مؤسسته وتنظيم عمله .
وقد رفض الحكيم رفضاً قاطعاً بقاء قرار التحالف الوطني مجمدا ومعطلا ورهينة مزاجيات سياسية غير مدركة لطبيعة التحديات التي تواجه العراق و تعتاش على التعطيل والتأزيم،ويقصد به المالكي وجماعته التي حاولت على مرور السنوات السابقة والحالية إلى تعطيل التحالف الوطني وجعله مؤسسة سياسية تأخذ بنظر الاعتبار قيادة البلد نحو الأفضل .
ففي الآونة الأخيرة تعالت الأصوات النشاز بمطالبة المالكي وجماعته بتغير النظام السياسي الحالي من برلماني إلى رئاسي ، بعد أن وجد المالكي نفسه خارج اللعبة السياسية . وقد استغرب الحكيم من مطالبات زمرة المالكي بالنظام الرئاسي ، ودعا إلى الاتعاظ من الدكتاتورية وسلطة الرجل الواحد الخارق الذي يهيمن على شعبه ويحكم سطوته عليهم ، ونصح مروجي هذه الأطروحة للنظر حولهم ولمنطقتهم المنكوبة وليشاهدوا حجم الدمار والتخلف الذي سببه النظام الرئاسي في دول المنطقة وان لا يقارنوا واقع العراق بالأنظمة الرئاسية في الدول المستقرة ذات البناءات المؤسسية الرصينة والتجربة الديمقراطية العريقة.
لقد شنت زمر المالكي حملة عشوائية على سرايا الحشد الشعبي التابعة لتيار شهيد المحراب ومنها سرايا عاشوراء وسرايا العقيدة وسرايا التركمان وسرايا الاهوار والتي عملت منذ الأيام الأولى لانطلاق الحشد الشعبي وتواجد في اغلب الجبهات بشجاعة وبسالة وانضباط ورفع علم العراق وعنوان الحشد الشعبي حتى تصور الكثيرون إن لا حضور لتيار شهيد المحراب في سوح الجهاد .
أن أهم ما يميز عمل تيار شهيد المحراب العمل بصمت بدفاعه عن الوطن وتقديم المبادرات ، عكس المالكي وزمرته التي تطبل ليلا ونهارا على أشياء ليس لها واقع ولكنها في خيالهم المريض . فقد بين الحكيم إن للتيار تاريخ حافل وهو يعرف جيدا تكليفه الشرعي وواجبه الوطني بعيدا عن المزايدات والتأزم فهو لا يستغل مشاعر الناس مذهبيا لتحقيق مساحة جماهيرية زائفة ، وأكد إن تيار شهيد المحراب واثق من نفسه ولا يتحسس من احد فيما هناك من يتحسس منه ، ويقصد به المالكي وزمرته ، وشدد الحكيم على إدراك التيار لحجمه ومستوعب لمشروعه ومستشرف للمستقبل بوضوح وواقعية.
وقد لاحظنا أن الحكيم أوصى أبناء تيار شهيد المحراب بعدم الانجرار إلى الصراعات الجانبية والمواضيع الهامشية وان لا يسمحوا للذين يعلو صراخهم إن يكونوا سببا في توتر علاقاتهم مع إخوتهم في العقيدة . وحث أبناء تيار شهيد المحراب على الصبر والتنبه لمن يحاول لفت الانتباه لنفسه بالتطاول عليهم ومراجعة أنفسهم بهدوء والاستماع للحلفاء والمحبين الذين هم الغالبية الساحقة.
وقد سجل الحكيم تحفظه وملاحظاته على بعض التجاوزات غير المقبولة خصوصا التجاوزات التي تستهدف ثوابت العقيدة والوطنية ، وقال : " إن بعض الساسة يهربون من مشاكلهم الداخلية في نطاق الحزب او الطائفة او القومية من خلال تصدير هذه المشاكل للساحة الوطنية وهذا السلوك يمثل خطراً كبيراً على العراق واستقراره وكان الأجدر بهم أن يواجهوا مشاكلهم بشجاعة ووضوح بدل الاختباء خلف شعارات طائفية أو قومية أو مناطقية .
وقد أعرب الحكيم عن إدراكه لحجم التحديات والظروف الصعبة التي تواجه المتصدين للحكومة والتركة الثقيلة التي ورثوها من الأراضي المحتلة من الإرهاب الداعشي والخزانة شبه الفارغة وغياب المؤسسة الأمنية والعسكرية وبالرغم من ذلك تحققت بعض الانجازات المهمة التي يجب أن تحظى باعتراف وتقدير الجميع .
وأوضح الحكيم أن الأداء الحكومي مازال دون المستوى المطلوب ويعاني التلكؤ بصورة عامة وان هذا التلكؤ قد تفرضه الظروف الصعبة التي نمر بها أحيانا ولكنه قد يكون أحيانا بسبب غياب القرارات الواضحة والحاسمة وضعف الإرادة في الإصلاح والتغيير.
https://telegram.me/buratha