المقالات

من يقتل وحش التقسيم

1342 20:30:34 2015-07-12

مزالق التوتر تحتفي عند بعض الساسة، وتزجهم في مهالك التقسيم الاعمى، ورياح الحرب تدق أبواب الوطن، وتعلن نصب المشانق في الطرقات، وهذا سلاح فتاك، يزرع الصمت في شوارع المدن، ويقتل الانسانية في روح التاريخ، ويؤسس إلى عالم جديد لونه أحمر، وفي منتصف الليل، تنتفض خفافيش الظلام، لتسرق ضحكة طفل من حضن أمه، وتسبى فتاة لتبيعها في سوق النخاسة المخزي. وحش التقسيم الكاسر، يحمل الغل والكراهية، ولا يعرف للرحمة طريقا، ويبتلع كل من يقف امامه.

من يحمل فكرة التقسيم، من السياسيين السنة، يبدو عليه غفل عن أضرار هذه الخطوة، فأن السنة أكثر المتضررين من ذلك، نتيجة روح التنافس بين أحزابهم تارة، والصراعات والمصالح الحزبية والشخصية تارة أخرى، فكل من هذه القوى، تريد السيطرة والتحكم بالقرار السياسي، فضلا عن انهم يفتقدون للمرجعية الدينية الموحدة، لكي يلتفوا حولها، ويطيعون أمرها ويتبعوها، وهذا الامر سبب لهم كثير من المشاكل في الفترة السابقة، مما يؤدي إلى نشوب صراعات بينهم، تحرق الأخضر واليابس، من أجل التفرد بالسلطة.

الفكر المتطرف؛ يتبنى منهج الإقليم السني، لكنه يجهل حدوده، وما يترتب عليه، من أخطار وتداخلات الماضي والحاضر، ورسم الحدود ومشاكلها التي لا تنتهي، بين الكورد ومناطقهم المتنازع عليها، من جهة، وبين الشيعة، وديموغرافية البعث المشؤوم، وخرائط الدولة العثمانية، والاحتلال البريطاني، وبين المراقد الشيعية وما تعنيه من قدسية، والدليل عندما حصل تفجير سامراء، وما خلق من فوضى، وقتل طائفي في تلك الفترة العصيبة، التي مرت على البلد، فكيف سيكون الحال في ظل التقسيم؟

الإرهاب قتل الحياة في أرض السنة، وقطع أوصال الشباب في وضح النهار، لينشر الرعب في مدن الموت، ويسلب حلي النساء، بدون وجه حق، تلك الفعاليات رسخت مرارة، ورواسب لا تقبل القسمة على أثنين، فأما الحياة تحت رعاية الدولة، ومحاربة الفكر الدخيل، واما الرضوخ لسوق النخاسة.
في الختام؛ أتركوا عقلية الوحش المسلح الوافد، وأتبعوا العقلية السائدة للدولة، لكي نعيش بسلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك