المقالات

العراق ودوره الاقليمي..والنهوض من الكبوة.

1214 02:42:05 2015-07-06

الربيع العربي, ظهر بين دفتيه فوران بركاني, عاش فيه العراق خصوصا والمنطقة عموما, ربيعا سالت فيه دماء المسلمين ومزقت أوصالهم, غرقت دول في مستنقع الحروب الداخلية, واحدة تلو الأخرى, تحت شعار الديمقراطية, بعد أن عاشت هذه الدول ولسنوات طويلة, تحت عصا الحكم الدكتاتوري, مع وضوح الجهة المدبرة له, التي تبنت ثورات دموية, تحت شعار الشرق الأوسط الدموي الجديد.
البداية من العراق, تم إسقاط نظام البعث, الذي يّعد من أكثر الأنظمة دكتاتورية قمعا ودمويه, كان مثالا حيا, الذي أتقن لعبه قتل الشيعة والأكراد في العراق وتصفيتهم بأبشع الطرق وحشية.
تتابع بعد ذلك سقوط الأنظمة للدول الأخرى, معلنة عن مرحلة جديدة في المنطقة, ونقلب السحر على الساحر, بعد بروز مصطلح "المد الشيعي" في المنطقة , عليه قررت الجهة التي تبنت الربيع العربي , بمحاولة جديدة , للحد من خطر القادم , في أصلاح ما تغير وبضغط من بعض دول المنطقة , ولدت جبهة النصرة في سوريا , وبعدها داعش في الشام والعراق الذي أدخل العراق في حرب دمويه مبنية على أساس طائفي , تّحدد مسارها الدول التي تحرك لاعبي المنطقة بواسطة الدعم اللوجستي الكامل لهذه الحركات.

تصلب مواقف بعض دول المنطقة , وبعض ساستها , أدت الى نتائج كارثية, بعد سقوط الصنم أوقعت العراق في حرب طائفية , فكانت نتائجه سلبية خسر فيها الموصل وهي ثاني أكبر مدينة, وتبعتها مدن أخرى , ألا أن زمام المبادرة ما زال موجودا ,بعد صدور فتوى الجهاد الكفائي من قبل المرجعية الرشيدة , رغم أن عصابات داعش تدعمها بعض دول المنطقة , بكل الوسائل المتاحة لها.

إن خوف بعض دول المنطقة من وهم المد الشيعي, رفع وتيرة التنافس في الآونة الأخيرة , حيث أشعلت أحداث اليمن حدة التوتر وزادت المواجهات , بين دول المنطقة وإيران , مما زاد في الطين بله , توتر المنطقة وتوسع الصراع حول العراق, القطب الأهم في هذه المرحلة , لما يمثله موقعه الجغرافي تحديدا. 

بقي الموقف العراقي هامشيا , حول الأزمة اليمنية , فكان الحاضر الغائب , داخل البيت العربي , إذ لم تظهر نوايا حقيقية في أصلاح الوضع السياسي والاجتماعي في البلاد , مما جعل مواقفه الإقليمية, ضعيفة حيال إعلان الحرب على اليمن , أو الأزمات التي مرت بها المنطقة .
العراق فشل في الوقت الراهن من أنشاء دولة حديثة , خلال الأثني عشر عاما الماضية, وبناء دولة مؤسسات دستورية , لكان اليوم أقوى في مواقفه الإقليمية , ولأصبح الرقم الأصعب وألاعب الأبرز في المنطقة .
أنها كبوة فرس - على الساسة الاستفادة منها, والنهوض بالبلاد من الواقع المرير , بدلا من أن يجر البلد الى هاوية التمزيق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك