المقالات

حقوق الانسان والسلم الاهلي

1789 22:54:37 2015-07-04

مهمة القانون الدستوري، هي التعايش بين السلطة، والحرية في أطار الدولة، فكل مجتمع له أهداف لا بد من تحقيقها، ومنها الاهداف الفردية، التي لا يمكن ان تتحقق الا اذا توفرت للناس بعض الحريات، التي تسمح لهم بتحقيق شخصيتهم.

حقوق الانسان وحرياته، تتصل مباشرة بالدستور نفسه، والذي يرجع تأريخه الى الحضارات القديمة، وأصبح منطلقاً مكتوباً لجميع الدول الباحثة عن الامن والاستقرار، الا أن تدوين هذه الحقوق والحريات في ورقة مكتوبة هل هي كافٍ؟

لو بحثنا ودققنا النظر في المؤسسات الانكليزية، لوجدناها تمثل نموذجاً ووعاءاً جامعً للحقوق والحريات، مع العلم أن الأنكليز ليس لديهم دستور مكتوب، فبريطانيا دولة بلا دستور، ولكن لديهم قواعد عرفية شفهية يتناقلونها ظهرا على قلب، تعمدوا ان لا يكتبونها، إذ أن من لا يحفظها لديهم لا يعد مؤمنا بالديمقراطية!. ولعل السبب هو كون الانكليز، يحترمون مؤسساتهم القديمة، وقد وصفوا بانهم أصدقاء القانون وعشاق الحرية.
الدستور العراقي الصادر في عام 2005 كان أنجازاً كبيراً، لانه خصص بابً كاملً للحقوق والحريات، وهو مالم يكن متوفراً في جميع الدساتير العراقية السابقة، الا أن هذا لم يغير شيئاً من واقع المواطن والدولة بشكل عام.

كثير من الدعوات والمبادرات، التي أطلقت من أجل تفعيل بنود القانون المعطلة، وأعطاء القانون أولوية قصوى، في تغيير واقع المواطن والدولة المتردي، الا أن التقاطعات، والمصالح الحزبية الضيقة، أجهضت جميع هذه المحاولات. عدم أحترام القانون، وجعلها نصوص ورقية فقط، هي المعضلة الرئيسية التي تعاني منها الدولة، فلا تستطيع أي دولة، النهوض بواقعها، وتطوير حقوق مواطنيها، مالم يكن هناك احترام والتزام بهذه النصوص.
من مبادرة السلم الاهلي، التي أطلقها زعيم المجلس الاعلى الاسلامي السيد عمار الحكيم، نستطيع أن ننطلق لتحقيق تلك الغايات، والطموحات، التي لو تحققت، لأستطعنا أن نكون في مصافي الدول المتقدمة.

حقوق الانسان، حرية الرأي والتعبير، والتسامح، والقبول بالآخر، والحوار لحل المشاكل والتقاطعات، ليست مطالب ! بل هي حقوق نص عليها الدستور العراقي في الباب الثاني. نستطيع من خلال الوسطية، والاعتدال، والخطاب العقلاني، والمقبولية، التي يتمتع بها السيد عمار الحكيم، أن نفعل هذه المبادرة، التي تهدف الى إحياء مقومات العيش الرغيد، وأن نبتعد عن المصالح الحزبية الضيقة، ونتمسك بالمشروع الوطني المهدد بالانهيار، بسبب المصاعب والمشاكل التي تعاني منها جميع دول المنطقة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك