المقالات

الكاظمية مظلومة

1742 03:18:00 2015-06-29

اتحدث عن الكاظمية من ناحية تاريخية وتراثية، والمدن ترتقي وتفتخر باعلامها وشواخصها التاريخية وتراثها الحي ، والذي تقع المسؤولية عليه اكثر من غيره هم المتصدين للقرار في المدينة ومن ثم المثقفين واصحاب الشان ممن يهتم لتاريخ المدينة الديني، اظهار هذه المعالم الوضاءة لهذه المدينة العريقة تجعل الاجيال يتناقلها ويفتخر بها وتحفزه على ان يكون جزء من هذا التاريخ بالمستقبل، هذا الامر بذاته اهالي كربلاء يرددونه عن مدينتهم بانها مظلومة ولم تنل استحقاقها من حيث اظهار تراثها.

دائما يبدا الحديث عن الكاظمية بمقبرة قريش لتوحي للقارئ الكريم ان الكاظمية بدات بمقبرة ، ولو قرانا التاريخ جيدا سنرى ان المقبرة جزء بسيط من مساحة الكاظمية والدليل :

اولا عرف الانسان دائما انه يسكن بالقرب من مصادر المياه ، ولان نهر دجلة يخترق الكاظمية فهو السبب لان يسكن الانسان على ضفتيه ( الكاظمية والاعظمية)،

ثانيا لما توفي الامام الكاظم عليه السلام وتركت جنازنه على الجسر كان قصر سليمان بن جعفر مطلاًّ على نهر دجلة وحين سمع النداء والضوضاء فعلم انهم يشيعون جنازة الامام الكاظم عليه السلام.

فصاح بولده قائلا: انزلوا مع غلمانكم فخذوه من أيديهم فان مانعوكم فأضربوهم، فنفذوا ما امرهم به وحمل الغلمان نعش الإمام(ع) فجاءوا به الى سليمان فأمر في الوقت أن ينادى في شوارع بغداد : ألا من أراد أن يحضر جنازة الطيب بن الطيب موسى بن جعفر فليحضر(كمال الدين : 38 ، عيون الاخبار : 1 / 99 / ح 5 ، وعنهما في بحار الأنوار : 48 / 227 / ح29)،لاحظوا قصره على نهر دجلة وامر بان ينادوا في شوارع بغداد حيث الكاظمية هي بغداد فالمناداة لا تكون في مناطق بعيدة بل المجاورة للحدث.

الامر الثالث: عند اعمار المرقد الكاظمي عثر على جرة فيها مسكوكات تحت سور الضريح وكتب عليها سكت في بغداد سنة 130 للهجرة ، وقد اكد صحة تاريخ المسكوكات الدكتور مصطفى جواد عند تحقيقه لكتاب الحوادث الجامعة لابن الفوطي طبع في بغداد لاول مرة سنة 1932م، يعني ان سك النقود كان معمولا به في بغداد قبل ان تلصق عبارة المنصور مؤسس بغداد.

الامرالرابع ان الامام الكاظم عليه السلام اشترى قطعة ارض في الكاظمية مجاورة لمقابر قريش كما جاء في الدر النظيم وهذا يعني ان العمران موجود في هذه المدينة .

ودائما كل مدينة فيها اثر لائمة ورجال الشيعة تصبح مدينة عامرة بالسكان، ويكفي الكاظمية انها مقر اول مرجعية بعد الغيبة الصغرى للامة الاسلامية ، ولان الحديث عن المرجعية فالحديث عن اعلام الكاظمية حديث طويل شيق متشعب مليء بنتاجات هؤلاء الاعلام الذين اثروا الثقافة الاسلامية بنتاجاتهم التي لازالت تطبع وتدرس وتقرا.

هنا المظلومية الحقيقة لمدينة الكاظمية ، فهنالك رجال دفنوا بالروضة الكاظمية لهم تراث يرفع الراس ويصبح محل اشعاع لبقية المعمورة ، نعم نحن نفتخر بالشيخ المفيد ولكن هل اقدمت العتبة الكاظمية على احياء ذكراه ففي ايران يقومون بعقد المهرجانات السنوية لاحياء تراثه . هل تعلمون ان عائلة السلماسي المدفونة في الرواق الكاظمي عائلة لها مواقف تاريخية وضاءة في سامراء يجهلها ابناء الكاظمية ،

بل ازيدكم ان مؤلف كتاب كامل الزيارات تاليف ابي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي المولود في القرن الثالث للهجرة والمتوفى سنة 367 أي انه عاصر السفراء الاربعة للامام الحجة (ع) هذا الكتاب يعتبر المصدر لكل كتب الزيارات يرقد بالحضرة الكاظمية، هل فكروا باقامة مؤتمرات عن سيرته وتراثه؟

لماذا لا تفكر العتبة الكاظمية في احياء تراث هؤلاء الافذاذ بمهرجانات سنوية لكي يطلع ابناء الكاظمية وغير الكاظمية على هذا التاريخ الرائع؟
وللحديث بقية

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك