المقالات

العراق ينعى عَزيزَه

1312 05:19:26 2015-06-26

عند إختلاف طرفٍ مع طرفٍ آخر, لابد أن يكون أحدهما جاهلٌ والأخر عالم, فـ (لو سكت الجاهل لسلمت الأمة) كما قال أمامنا الجواد محمد بن علي (عليهما السلام) أو إن أحدهما على

حقٍ والأخر على باطل, وإن للنوايا دورها الأساس, والعلمُ عند من أخفاها. شعوب تقدس رموزها, وتنحتُ بذاكرة أطفالها, لِتُشيّدَ تمثال الكرامة بعقول شبابها, وتقيم صرح حضارتها بشجاعة قادتها, والشرفاء من رجالها, الذين خطوا بدمائهم, أجمل ترانيم العشق للوطن, حتى بانت صفحتهم التي إبيضَّت بدماء شهدائها الأحمر, لتُنير من بين عِتمةِ صفحات التأريخ السوداء.

وجهٌ آخر, لشعوبٍ كثيرة النسيان؛ سريعة الإدمان, الوقاحةُ عندهم جرأة, والجرأةُ عندهم وقاحة, يمجدون الصغير في عمر السياسة, ويهينون الكبير وهم لهُ بأمسِّ الحاجة, ينشدون النصر في قمة الهزيمة, ويبكون على الشهداء وهم أولى بالجريمة, يلبسون الباطل تاج الحقِّ, ليُجلِسوه على عرش الدكتاتورية. الكلام هنا كثير, وهناك يكون أكثر! هنا وهناك يجتمعان في وطنٍ واحد, تحت خيمةٍ واحدةٍ, لا تميِّزهُم أصابعهم البنفسجية, بل تميزهم صناديق الإقتراع, بهم تُعمَر الديار, أو يعمَّ الخراب والدمار, يتوحدون بمواجهة العدو, ويختلفون بخطط المجابهة, يتوحدون في الدين ويختلفون في التدين. عادةً ما تقاس الأوطان بالشعوب, فتمجد الأوطان ويعلوا أسمها, بإنجازات شعوبها, لأن الشعوب هي من تصنع حضارتها, والشعوب هي من تكتب تأريخها, وهي التي تقول كلمتها لتحديد مصير أوطانها, بل أكثر من ذلك!

يستطيع الشعب أن يُغيِّر أسم الوطن والعلم والنشيد. تذهب الشعوب وتُخلد الأوطان, ولكل قاعدة شواذ, والعراق شذَّ بعض الشيء عن هذه القاعدة, فلو لم يصنع لهُ شعبهُ أيَّ مجدٍ, اكتفى بكونهُ أرضُ الرافدين؛ وأرض المقدسات والأنبياء والأوصياء, كما أنَّ ترابه تفتخر بملامسة ستةِ أجسادٍ طاهرةٍ من أئمتنا المعصومين(عليهم السلام). العراق الذي تفرد بذكورةِ أسمه, دوناً عن أنوثةِ باقي أسماء الأوطان, يُخلِدُ أبناءهِ البررة المضحين من أجله, وينعاهم ويَذكرهم ويُذكِّر بهم عند حلول ذكرى رحيلهم, سيما الراحل عنه عزيزٌ عليه,

لُقِبَ بعزيز العراق, ذلك الذي عاشَ بعمر التسعةَ والخمسين عاماً من العلم والجهاد والتضحية. ثلاث كلماتٍ أختصرُ بها, من عمامةٍ أعجزُ عن فكِّ رموزها, لما حملتهُ من رؤى ناضجةٍ, وسطَ عقولٍ مُتصحِرة,العلمُ الذي أغترفه من منهلِ العلمِ وساداتهِ, والجهاد الذي حمِلَ فيه سلاح المجابهة؛ ومواجهة السياسة, والتضحيةُ التي جعلت منهُ أباً للتحالف الوطني مع أبناءً مارسوا معهُ مختلف العقوق. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك