ست سنوات مضت في رحلة الفراق التي سجلها الزمن الرقمي لرحيل السيد عبد العزيز الحكيم عن أهله ومحبيه وأنصاره ومريديه وحتى عن خصومه وأنداده ومنافسيه في رحلة كانت مفاجئة وقاصمة ومحزنة لأنها كانت في زمن استثنائي وصعب وسريع..
ان ما يمكن ان تسجله الذاكرة عن عزيز العراق وما يمكن مراجعته في سجلات الخالدين والعظماء من مواقف ومحطات نيرة سجلت باحرف من نور للراحل العزيز كشفتها الايام وتحدث بها الخصوم قبل المحبين بعد ان ايقنوا ان الحلول والعلاجات التي كانت تطرح من قبله انما هي بلسم شافي لكل جراحات العراق واحزانه وانها ابعد من مداركهم وتصوراتهم وانها تسبق زمنهم بسنوات وسنوات وانها لو طبقت كما ارادها الراحل في وقتها لكنا قد تجاوزنا الكثير من المحطات الصعبة والخطرة ولكان الشعب العراقي اليوم يرفل بالعز والخير والامان في زمن شح فيه الخير والامن والامان والاستقرار.
ومع ان للمواقف التي سجلها الفقيد الراحل عنوانا واحدا وهو انها مواقف واقعية وحقيقة ونابعة من علاجات صادقة لمشاكل متاصلة ومزمنة الا ان ما يضاف لسفره الخالد هو قدرته الفائقة على القيادة وتشخيص الاخطار ووضع الحلول والعلاجات الحقيقية واستيعاب الجميع بقلب كبير لا يعرف الحقد والكره والاقصاء.
ان رؤية عزيز العراق للوضع الامني والسياسي والاقتصادي للبلد كانت قائمة على محاور ومرتكزات واضحة قوامها اللامركزية في الادارة والفدرالية كنظام حكم محلي ،اما ما يتعلق بتحقيق الامن والاستقرار فكان يعتقد ان تشكيل اللجان الشعبية لكل منطقة ومدينة ومحافظة وتحت امرة الحكومة هي الضمانة الحقيقية لتحقيق الاستقرار الامني ورد خطر المعتدين بينما كان يرى ان فك العراق من ارتباطاته والتزاماته وقيوده الدولية هي المعركة المصيرية من اجل استقلال القرار العراقي وانهاء تبعيته بعد ان كبلت القرارات الدولية البلاد بقيود والتزامات في زمن النظام البعثي الصدامي وجعلته رهينا للقوى الدولية الكبرى.
ايضا فان معركة عزيز العراق مع الايام لم تكن سهلة فقد حاول بشتى الوسائل والطرق تثبيت المرتكزات الاساسية للتجربة الديمقراطية العراقية وترسيخ مبادئها وقد نجح الى حد كبير خاصة في فترة ترؤسه للتحالف الوطني العراقي والتي تعتبر فترة ذهبية في زمن الدولة العراقية.
ان كل ما طرحه عزيز العراق من مشاريع ومبادئ ورؤى عن العراق ومستقبله والتي وقف الجميع بالضد منها اثبتت الايام صحتها وكشفت قصور الرؤية والتفكير لدى منافسيه ومناوئيه ومعارضية ،وهكذا يعود التاريخ ليخلد عزيز العراق بعد مماته وليس في حياته كما هو التاريخ على مر العصور بعد ان تعرض للظلم الكبير من اقرب حلفاءه وشركائه.
ان ما قدمه عزيز العراق من تضحيات في سبيل العراق والعراقيين دونت بحروف من الدماء الغالية والجهود المضنية والسهر المتواصل والخوف على المشروع ولم ينكر هذا الفضل والتضحيات حتى الاعداء ..والفضل ما شهدت به الاعداء.
https://telegram.me/buratha