بعد ان تحقق الحلم عام 1948, بأقامة دولة, يجتمع فيها يهود العالم, عند أورشليم (القدس), وعودة الشعب اليهودي, الى ما أسموها بأرض الأباء والأجداد, ومواجهة الجيوش العربية, من مصر والعراق والأردن وسوريا ولبنان, وغزو تلك الدولة الحديثة, بعدها و في مطلع عام 1949, جرت مفاوضات برعاية الامم المتحدة, بين اسرائيل والدول المذكورة, بأستثناء العراق الذي رفض انذاك, مما يؤكد ان المعركة بين الطرفين منذ زمن بعيد.
ان جميع الدول حتى الداعمة منها للأرهاب, هي مهددة, والتفجيرات الأخيرة في السعودية, تثبت صحة ما نقول, الا اسرائيل, فأنها طالما تتبجح, ان الخطر بعيدا عنها والسؤل لماذا؟
بعد ان أعلن, عن وجود داعش في سوريا, هنالك أمور لابد من مراعاتها, منها ان الظواهري لم يجز التعاون مع داعش, بل اندلعت معارك, بين القاعدة الممثلة بجبهة النصرة, وبين داعش, وما قاله أدور جيو, قائد أركان الجيش الفرنسي, ان الخطر الذي يهدد الدول الأوربية, هي المعسكرات, التي أنشأتها حكومة أوردغان, لداعش في جنوب تركيا, وما نشرته نيويورك تايمز, لا يخفى على العالم, الدعم المالي واللوجستي, الذي تقدمه تركيا لداعش, وحادثة القنصل, وموظفي القنصلية التركية, بعد سقوط الموصل, كل هذه الامور, الا تعتبر أدلة قاطعة.
الحقيقة ان الولايات المتحدة الأمريكية, هي من أنشأت داعش, لأرتكاب ما لا يستطيع الجيش الأمريكي, أن يفعله في العلن, من ممارسات التطهير العرقي, والذبح وقطع الرؤس, وصلب الأجساد, وكلها جرائم ضد الأنسانية, لذلك قامت بتجنيد وتسليح داعش, وبتمويل سعودي.
ما الذي تريده امريكا و اسرائيل من كل هذا؟ أن الهم الأول, هو حفظ أمن اسرائيل, والاستيلاء على نفط الأقليم المهرب, والنفط الذي يهربه داعش, الى اسرائيل عبر تركيا, والأمر الذي لم يلقى اي ردة فعل يستحقها, هو أستيلاء قوات مسعود البرزاني, على مناطق الحكومة العراقية الفيدرالية, واشغال حزب الله في سوريا, والحدود اللبنانية, وأبعاده عن اسرائيل, وقطع الامدادات الأيرانية, عبر العراق وسوريا, لحزب الله, كل هذه الاسباب, وما خفي كان أعظم, هي من دفعت امريكا, للتعامل مع شركات أمنية, وعصابات ومرتزقة, للظهور بمظهر داعش.
ان ما يضحك, هو تصريحات بعض الساسة الامريكان, بقولهم ان تنظيم داعش, محترم في سوريا ومخيف في العراق, بل انه تنظيم لا محترم, ولا مخيف, بشرط ان توقف الولايات المتحدة الامريكية, دعمها لداعش, فأن حدث هذا, فسوف يهزم ببضعة أيام.
لا يخفى ما مدى قوة الجيش الامريكي والبريطاني, وما زالت صور حرب الخليج عام 1991, وأسقاط نظام صدام عام 2003, حاضرة في الأذهان, فما معنى ان تستمر حرب, لمدة خمسة أعوام او أكثر, يشارك فيها سلاح الجو الامريكي, وأكثر من ستين دولة, مع قوات الجيش العراقي, والحشد الشعبي, التي تقاتل على الارض, من جهة, ومنظمة داعش الارهابية, من جهة اخرى.
من يشكل على ان داعش أكذوبه, وهو صنيعة امريكية, لتحقيق المصالح, في العراق والمنطقة, عليه ان يبين لنا, ما سر تصريح جون كيري ـ اذا سقطت الانبار بيد داعش, سوف نساعد الحكومة العراقية, في تحريرها ـ اذا كانت امريكا جادة, في حربها ضد الأرهاب, لماذا تدع المدن العراقية تسقط, ومن ثم تسعى لتحريرها, وهل مازال هنالك شك, ان تنظيم داعش, وجد لأستنزاف القوى في العراق, أنها الحقيقة, التي لابد ان ندركها جميعا ـ ونقل الصخور من موضعها اهون من تفهيم من لا يفهم ـ
https://telegram.me/buratha