قال اليهود للنبي محمد صلى الله عليه وأله وسلم : أخبرنا عن الروح ؟ وكيف تعذب الروح التي في الجسد ، وإنما الروح من الله ؟ ولم يكن نزل عليه فيه شيء .
فإن الله سبحانه وتعالى قال: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [سورة الإسراء: آية 85]، فلم يجبهم إلى سؤالهم، بل بيَّن أنها من خصوصياته سبحانه وتعالى، وأنه هو الذي خلقها، وهو الذي يعلمها ولا يعلمها أحد من الخلق، فهي سرٌّ من الأسرار، ولا تزال سرًّا، وهذا من معجزات القرآن، فإنه مع تقدم الطب والمهارة فيه ومع حرص الناس على البحث في هذا الشأن لم يعرفوا شيئًا عن حقيقة الروح .
أن فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع الديني علي السيستاني هي التي أنقذت العراق من حلم داعش الأسود، وأنها نجحت في إيقاف امتداد التنظيم إلى دول المنطقة.وان فتوى الجهاد الكفائي للمرجعية الدينية الشريفة حفظت وحدة العراق وأجهضت مخططات التقسيم . والحشد الشعبي هو الضمان الأكيد للحفاظ على العراق والنظام الجديد، وينبغي أن يكون العمود الفقري في القوات الأمنية العراقية مستقبلاً .
يتصور البعض أن الفتوى جاءت من رجل عادي ليس له مكانة مقدسة عند الله ، بل أن الفتوى سر من الإسرار ، ولا يعلمها أحد من الخلق ، ولا تزال سراً ، وهي من براهين الإمام السيستاني ، فقد عجز الكثير وأحتار المشككون أن يعطي تحليلاً منطقيا واحداً لتلك الفتوى الإلهية التي أطلقت على لسان الإمام السيستاني .
لقد لبى الآلاف من أبناء هذا الشعب الفتوى الجهادية وانتظموا في منظومة الدفاع عن العراق ، بقوات أطلقوا عليها الحشد الشعبي بعد سقوط مدينة الموصل على يد عصابة داعش الإرهابية وما تبعها من ماسي ومجزرة سبايكر المروعة وقتل وتهجير الآلاف من أبناء المناطق المحيطة وتهديد لبقية محافظات العراق .
لقد صدرت الفتوى في وقتها المناسب وجاءت لتعبر عن نظرة دقيقة ومسؤولة صائبة وتشخيص لطبيعة الأوضاع وخطورتها بعد تداعيات نكسة الموصل والتي دعا فيها العراقيين إلى التطوع دفاعاً عن العراق وشعبه ومقدساته .وأنقذت العراق من مخطط أسود أرادت عصابة داعش تنفيذه في العراق والانطلاق إلى جميع دول المنطقة . لقد شكلت تلك الفتوى انعطافة حقيقية في المواجهة واستعادة المبادرة لصالح العراق وشعبه وتحقيق الانتصارات المتلاحقة وتحرير العديد من المناطق المغتصبة.
أن الاستجابة العظيمة من قبل أبناء الشعب العراقي الغيارى لفتوى الجهاد للدفاع عن وطنهم بشبابهم وشيباهم سجلت بأحرف من نور لينظم جميع مكونات الشعب العراقي تحت خيمة الحشد الشعبي وأصبح سنداً للجيش العراقي والقوات الأمنية بل أصبح القوة التي يعتمد عليها في تحرير المدن من جرذان داعش .
أن الفتوى الإلهية التاريخية قد قلبت موازين القوى ، وأصبح الأعداء ينظرون إلى الإمام السيستاني أكثر من غيره نتيجة هذه الفتوى التي لم يحسب لها الأعداء ولا الأصدقاء ، بل جاءت من وحي الروح المقدس ، فأذهلت الأعداء وإصابة الأصدقاء العجاب ، فهبوا أبناء الشعب مسرعين للدفاع عن العراق ليسطروا أروع البطولات وقدموا أغلى التضحيات ، لينالوا الشهادة تحت راية أمامهم السيستاني . فأن الحشد الشعبي الذي كان مفخرة لجميع العراقيين ولد من رحم هذه الفتوى المباركة .
https://telegram.me/buratha