المقالات

الردح السياسي في عرس الواوية..! قاسم العجرش

1917 12:23:22 2015-06-15

قاسم العجرش

لم تَخِبْ خطابات التأزيم لحظة واحدة، منذ أن أنتقلنا بقدرة قادر، من الإنغلاق الإعلامي قبل عام 2003، الى فضاءات الحرية المنفلتة، التي طبعت واقعنا، منذ ذلك التأريخ، وستبقى كذلك الى زمن ليس منظور!

خلال هذا الزمن، وبكل تلافيفه وطياته، شهدت ساحتنا الإعلامية، شحنا عدائيا مركبا، لا يلبس عليه رداء، في تفاصيله الفنية والتوصيفية.

في حالتنا؛ غالبا ما تتجه المسارات الإعلامية، ومنها تصريحات الساسة، نحو شخصنة الحدث وإرتداداته، ولذلك فإن المنتج الإعلامي، غالبا ما يطبع بطابع الإتجاهات الشخصية، محملا بكم هائل من إنتقاص الخصم أو المنافس، بل  لا يسلم من ذلك حتى الشريك، ولنا في المتشاركين بالتحالف الوطني، مثلا على هذا الواقع!

في هذا الصدد أيضا، نجد أن الساسة، لا سيما من إرتدى منهم، عباءة الحصانة البرلمانية، لا يتورعون عن الردح السياسي، وما يتفرع عنه من إدمان، على ثلم شخصية هذا السياسي أو ذاك الآخر، وهو أسلوب في الخطاب السياسي، ينم بوصف واضح عن قلة أدب.

مثل هذا المسار في العلاقات، يمثل أخطر مراحل العمل السياسي، إذ أن يتخلى "أحدهم" أو "إحداهن"، عن أخلاقيات العمل السياسي نهائيا، فهذا يخرجه (هـأ) من صفة السياسي، ويلحقه ( هـأ)  بصفة رداحي الحواري.

الردح السياسي؛ بات السمة الغالبة مع الأسف، لعدد كبير من الساسة، المتعطشين لرؤية أنفسهم على الفضائيات، أو في صفحات الجرائد، أو واجهات المواقع الالكترونية.

الردح السياسي؛ ممارسة أو صفة، ليست من السياسة في شيء، لأن السياسة جاءت من فعل "ساس" ومضارعه "يسوس"، وهو فعل يدل على الرفق بالتعامل، والهدوء وطول الأناة، والصبر على الأحداث ومواجهتها.

هذه الصفات باتت مفقودة بشكل خطير، لدى من لا يستحقون أن نسيمهم ساسة، بل يستحقون أي أسم خلا هذا الاسم النبيل..

النبل أهم عناصر تشكيل شخصية السياسي، نبل الأخلاق نبل التصرفات، ونبل التصريحات أيضا..

هذا الواقع سيجرنا إلى منزلقات خطيرة جدا، فتحول الصراعات السياسية، إلى صراعات شخصية أدواتها النيل والشتيمة والثلم، لن يؤدي إلا إلى إتمام مشهد؛ سقوط الساسة في أعين العراقيين، ومعظمهم قد سقط، إلا من نأى بنفسه عن المشاركة في عرس الواوية..

كلام قبل السلام: من قلة الخيل نسرج على الكلاب. وسيأتي يوم، من قلة الخيل والكلاب، سنسرج فيه على الفئران..!

سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك