مدينة الشطرة واحدة من المدن التي تغفو على نهر الغراف، نقش أول حرف على طينتها، اكبر الاقضية في محافظة ذي قار، امتازت بإرث حضاري وثقافي كبير، أنجبت كثير من المجاهدين والأدباء والشعراء، حتى سميت بمدينة الشعر والادب، وصفها الحاكم الانكليزي الذي أدارها للفترة1918ــ 1920، بلؤلؤة مابين النهرين.
كانت مدينتي من أجمل المدن الجنوبية، الشوارع معبدة، وسواقي مجاريها نظيفة، حتى التي في الأسواق، كان عمال البلدية يعملون ليل نهار، ليبقوها نظيفة، عانت في الفترة الأخيرة، من التشرذم والفوضى العمرانية, والبناء بلا تخطيط وانعدام الخدمات البلدية، أدى إلى حدوث اختناق في السكن بشكل مرعب، حيث تجاوز عدد سكانها إلى السبعمائة ألف نسمة. قلة توفر مياه الشرب,
وإذا توفر يختلط مع المياه الآسنة!، بسبب التكسرات الموجودة في شبكات المياه!، انتشار المستنقعات في ضواحي المدينة، المملوءة بالنفايات والأجسام الغريبة و الرائحة الكريهة، ولونها الأخضر الداكن!. شوارعها المزدحمة بالسيارات، مع كثرة القطوعات موجودة فيها بدون خطط أمنية أو حلول لها، أيعقل مدخل الرئيسي لمدينة “لؤلؤة مابين النهرين” يغلق؟، مدينتي فيها “شبة” مستشفى، التي شيدت من قبل “منظمة كير”، تستوعب أربعين سرير، لاتغطي خدماتها لقرية صغيرة، وعدم توفر الأطباء فيها، وإن وجدوا فهم !، فهم متواجدين في عياداتهم الخاصة، وان حدث طارئ في الليل، كان الله في عونك. لايوجد أي مشروع أنتاجي يذكر في الشطرة، ليعالج مشكلة البطالة الكبرى فيها، التي يعاني منها أبناء مدينتي, تم تشكيل المجالس المحلية بعد 9 نيسان 2003 , وحصلت انتخابات في اغلب المناطق, كان الحضور فيها متذبذبا بين منطقة وأخرى. أن انعزال بعض المجالس عن المواطنين بذريعة أو بأخرى، ولم يكن هناك ما يوحي بأي بعد حواري في العلاقة بين المواطن والمجلس البلدي والحكومة المحلية, مع العلم بأن عملها بالدرجة الأساس، الاهتمام بشؤون المواطنين, واحتياجاتهم فهو يتعلق بالخدمات الأساسية للمواطن. أصبح شائعا استغلال عدد من أعضاء المجالس البلدية, لمواقعهم لتحقيق منافع شخصية, إن وجود هكذا حالات يشكل دلالة على انحراف الهدف الأساسي لهم، ويأتي على خلفية عامة من الفساد العام الذي تحول الى ثقافة سائدة. نحن لا نطالب بثمن دماء أبناء مدينتي التي قارعة الظلم والطغيان في ذلك الزمن البائد، ولا نبيع شهدائنا الذين ضحوا من اجل الوطن والمقدسات، اللذين لبوا نداء المرجعية، لمحاربة داعش التكفيري، بل نريد الإنصاف لا غير، كان الل.. في عونك مدينتي.
https://telegram.me/buratha