نقرأ لدانتي في الذاكرة الإنسانية العرفية ، ومؤلفه الكبير المعروف بالكوميديا الإلهية، حيث تعد واحدة من أهم وأبرز الملحميات الشعرية، في الأدب الإيطالي في القرن الثالث عشر.
لا يغيب عن من قرأها، ان دانتي يصف نفسه، والمراحل التي يمر بها، الجحيم ومرحلة الآخرة ومرحلة الجنّة، والتسلسل التالي يبين رحلة دانتي في الآخرة، بحسب أحداث الملحمة! إستغرقت أسبوع؛ يومان في الجحيم، وأربعة في المطهر، ويوم في الجنة.
دانتي ألف الملحمة المشهورة من بنات أفكاره، وهي بالطبع لا تستند لأي دين سماوي، وتعتبر هرطقة ويعاقب عليها بالإعدام، فماذا يستحق من يطلق الفتاوى التي تبيح ذبح الإنسان! لمجرد المعارضة، وهو يشهد بالشهادتين كونه مسلم؟
الدين الجديد الذي إبتدعته هذه المنظمات الإرهابية، والمتمثله بـ"داعش" آخر صيحات التطرف، لا يمت لأي دين سماوي بصلة.
الشيء المذهل والمخيب للآمال، أن هنالك رجال دين مسلمين، ويعتبرون أنفسهم ممثلين لأبناء السنة، ومحسوبين على الدين الإسلامي، تراهم يروجون لهذا الفكر، وينشرون له ويؤيدون في كل أفعاله الدنيئة والمخزية.
لا يمكن أن نتصور النهج الذي يسيرون عليه، قد صدر من رجل يخاف ربه، ويعتبر نفسه إنساناً، بل يتضح بجلاء، أنه قد تم إنشاؤه في كواليس مسرح الصهيونية العالمية، التي ليس لها دين أو منهج، سوى إحتلال المدن، بسلاح لا يمسكونه بأيديهم، وهم بعيدين كل البعد لئلا يتم إتهامهم.
السعودية بدين عبد الوهاب المتطرف، هي التي إعتلت رأس القائمة، والمصدر الرئيسي لهذا الفكر المنحرف، ومن عصارة الفكر النتن، أصدروا فتوى جهاد النكاح، وعلى لسان العريفي المعروف بالشذوذ لدى الأوساط الدينية.
مواجهة التطرف من قبل رجال الدين، الذين يعتد بهم، أمر لا بد منه في الوقت الحاضر، لأنهم إن لم يواجهوه اليوم، بتفنيد افتاآتهم وجعلها دخيلة على الدين الإسلامي، وتحريمها وتجريمه،ا فلن يجدوا لهم مكان في المجتمع غداً، إضافة الى ذلك أنهم سيقفون عند ملك الحق، يوم لا ينفعُ مالٌ ولا بنون إلا من أتى ربهُ بقلبٍ سليم .
بما أن مكة وهي قبلة المسلمين في أرض الحجاز، فإن الفتوى التي تصدر منها تعتبر مقبولة، ولهذا عرفت الصهيونية العالمية، كيف تتوغل داخل الوسط المسلم، لتبث سمومها بواسطة جنودها، عائلة آل سعود المطيعين، لتخريب الدين الإسلامي، وداعش هو مولودها المدلل .
داعش اليوم تلبس قناع دانتي، وبصبغة إسلامية، وعمليات غسل لتلك الادمغة المتحجرة، إستطاعت ان تنخر العقول، مع نقص الثقافة، وتجنيد الإخوان المسلمين خدم إمبراطورية آل عثمان، لمساندة هذا الفكر إستطاعت أن تجذب كثير من المؤيدين في المنطقة، والحشد الشعبي المقدس، سيقضي على هذا الفكر المنحرف نهائياً.
https://telegram.me/buratha