قد يكون الطريق إلى التقاعد هو الطريق الأفضل والأنسب للمخلص والنزيه في عراق اليوم ، بعد أن وجد إن الطريق للخلاص من الأمور الشائكة واحترام النفس والمحافظة على ألكرامة هو إلاحالة على التقاعد .
وبعد أن ازداد الفساد والمفسدين والمزورين والفاشلين واخذوا مكانتهم في إصدار القرارات ، وبعد أن أصبح توزيع المناصب وفق المحاصصة الحزبية .. والحزب يأخذ الشخص القريب من صاحب القرار في الحزب .فيكون الاختيار الفاشل والفاسد والمزور وهذا ما لاحظناه على مدى عشر سنوات الماضية لذلك أصبح من يقود البلد هم أناس غير قادرين على قيادة أنفسهم فيكف يمكن أن يقودوا بلداً ؟!!!
لقد تأثرت كثيراً عندما سمعت عن زميل لي في العمل أنه أحال نفسه إلى التقاعد طلباً منه على الرغم من أنه لم يبلغ السن القانوني وعطاءه متميز ولا توجد عليه شائبة فساد ، عمل بكل الخلاص وتفاني وأراد أن يصلح ما أفسده الفاسدون والفاشلون الذين جاءوا بالمحاصصة الحزبية ، فأصطدم بجدار من الرفض بعدم إعطاءه الفرصة ولو للمرة واحدة أن يأخذ دوره المكلف به لإصلاح المؤسسة التي يعمل بها .. الكل تناخوا عليه من الوزارة إلى المديرية وحاولوا بكل السبل تجميده وعدم تفعيل مذكراته وعدم إعطاءه الفسحة الكاملة لأخذ دوره المكلف به شرعا وقانوناً .فأصبح بين أمرين لا ثالث لهم أما أن يغض النظر عن كل السلبيات ويتجاهلها ويتعاون معهم ، وأما أن يحترم نفسه وكرامته وسمعته ويذهب إلى طريق الاحالة إلى التقاعد .. فقد سلك الطريق الثاني .. لماذا ؟!! الإجابة عندك عزيزي القارئ .
أن محاربة الشخص النزيه والمخلص بأبعاده عن توليه المسؤولية هو الطريق الذي تسلكه كل الأحزاب والكتل السياسية التي تقود البلد ، وكذلك جميع السلطات التنفيذية والتشريعية والقانونية ، ولم يبقى إلا أن يسلك طريق السلطة الرابعة قد يسمعه بعض الشرفاء وكما يقول ( إذا خيلت قلبت ) .
لا أعرف الطريق إلى التقاعد هو الهروب بعينه أم احترام النفس الإمارة بالسوء إلا ما رحم ربي . وإذا فسح المجال للمخلص والنزيه بالهروب عن هذا الطريق فكم برأيك الذين يهربون ؟!! بالتأكيد المئات وأقول الآلاف لان لا توجد في الأفق القريب أحد أن ينظر إلى هؤلاء الطاقات التي تريد أن تخدم البلد بكل إخلاص وتفاني ويحتضنهم .. بل نجد كل حزب بما لديه من مفسدين وفاشلين ومزورين فرحين بهم ، لان هؤلاء هم الذين يعتمد عليهم الحزب في تولي المناصب لكي ( يفرهدوا ) .. إلك الله يا شعب .. مسكين هذا الشعب .
بعد أن وجدنا الطريق مسدود نحو الإصلاح بمحاربة الفساد الذي استشرى في جميع مفاصل الدولة . وأصبح الشخص الذي يحارب الفساد بأنه يغرد خارج السرب وتوضع عليه علامات الاستفهام والتعجب ، ويحارب ويوضع في زاوية ميتة عسى من المفسدين أن يستأثر لنفسه ويحيلها على التقاعد لترتاح الدائرة من متابعته للفساد .. أظن أن المفسدين هم الذين يقودون البلاد وأصبح النزيه هو المحارب والمتابع والمهدد .. الله على هذا الزمن .. أن فرج الله فريب ..
لقد دَب الخوف في نفوس المخلصين والشرفاء في هذا البلد من أن المفسدين هم فعلاً يسيطرون على القرار ويحكمون البلاد . وأن إبعادهم عن تولي المسؤولية باستخدام كافة الوسائل والطرق صار واضح للعيان ، فالبلد حالياً تحكمه عصابة فاسدة انتشرت على نطاق واسع وتغلغلت في جميع مفاصل الدولة ، وأصبح المخلص والنزيه حالة نشاز بين أغلب المفسدين والمؤيدين للفساد والداعمين له .. تباً لبلدِ أصبح فيه الفاسدين والفاشلين والمزورين يلعبون بمقدرات هذا الشعب . فأن الطريق للخلاص من هؤلاء المفسدين هو الإحالة على التقاعد لان الدولة غير قادرة على محاربة الفساد والمفسدين .
https://telegram.me/buratha