روح الله الخميني, ذلك الرجل الذي ولد يتيما في بلدة خمين, عام 1902, اكمل دراسة العلوم الاسلامية في اراك وقم المقدسة, فتجاوز التقليد السائد, لينخرط في الشأن السياسي, وكان مناهضا لسياسة الشاه, طرح نظرية ولاية الفقيه, التي تقضي بقيادة الفقيه العادل للامة الاسلامية.
أعتقل على يد زمر الشاه لمرات, ومن ثم نفي الى تركيا, ثم انتقل الى النجف الاشرف حيث العلم والمعرفة, فبقي فيها ثلاثة عشر سنة, لينتقل بعدها الى الكويت ثم الى فرنسا, بعد ضغوطات من الحكومة العراقية آنذاك.
في خضم هذه الاحداث والانتقالات, كان الامام في كامل نشاطه, والثورة في ايران قد قطعت شوطا هاما, لتجبر الشاه الى مغادرة ايران وترك الامور بيد رئيس وزراءه, ورغم التهديد من اسقاط الطائرة التي اقلت السيد الراحل, من باريس الى طهران, حطت طائرته ليتوجه الى مقبرة الشهداء, فيعلن ان ايران اصبحت؛ جمهورية ايران الاسلامية, وقد انتهى حكم الشاه, وبتجمهر ملايين الايرانيين.
عشر سنوات مرت؛ بعد ذلك كانت الحكومة الفتية, تشق طريقها وسط حقول الالغام, حصار سياسي تقوده امريكا, وجبهة مفتوحة مع العراق, لثمان سنوات, كل هذه التحديات لن تثني الامام القائد من ارساء قواعد متينة, لنظام دستوري ومؤسساتي.
سياسة ثبت قواعدها ذلك الامام, الذي رسم للجمهورية الاسلامية سياسة ستعيشها لسنوات, وها نحن نرى اليوم السياسة الايرانية, التي اجبرت الجميع الى الانصياع لأوامرها, ونراها تأخذ حقها رغما على اعداءها, وها هي ثمار الثورة الايرانية الكبرى.
تأثير ايجابي لسياسة رجل قل نضيره, حول جمهورية من حكم الظلم والاستبداد, الى جمهورية اسلامية قواعد حكومتها من رحم الصراعات, مع كبرى الدول التي حاولت؛ فرض عقوبات على ايران ثأرا لتغيير الشاهنشاهي.
لم يحتصر الدول الايجابي للإمام الراحل, على ايران فحسب, فقد كان له دورا مهما في تنمية الشعور الثوري, لدى الشعوب الاسلامية المضطهدة في العالم, من خلال الخطابات الثورية والسياسية, التي تشحن انفاس المقاومة, وكذلك كان له دورا؛ في ايجاد بوادر الوحدة بين المسلمين.
كيفَ مِن سيَّدي الخمينيِّ يَدنو قلَمِي ..؟ وَهْوَ في يدَيهِ حُطامُ
فَهُوَ الأنجمُ التي أرشدتنا وَهُوَ الساهرُ الذي لا ينامُ.
https://telegram.me/buratha