كما يقول ألمثل ( خذ الحكمة من أفواه المجانين ) ،اعتبرني أحد المجانين وخذ حكمتي واتعظ بها عسى أن تكون طريق إلى حياة أفضل مستقبلاً بعيداً عن التأويلات والأقاويل . فان اتبعت الهدى فزت ورب الكعبة ، وأن أتبعت طريق الهوى فأنك مهزوم لا محال لك .
أنت اليوم بين طريقين أما الاستمرار في المنصب ، وأما تقديمك الاستقالة . وأنا أنصحك لله أن تقدم استقالتك ، ليس كما تتصور أنت بأنها هزيمة ، بل هي انتصار لك ولعائلتك الكريمة المعروفة على مستوى المحافظة .
إن تقديمك للاستقالة لا تعني هزيمتك أو تهربك عن المسؤولية بل هي تحدي لأولئك الذين يشككون بأنك متشبث بالكرسي ولا تتنازل عنه . لذا نجدهم قد قدموا إلى استجوابك بأسئلة شملت 27 فقرة لاتباع السياق القانوني لإقالتك ، فنصرتك المحكمة الاتحادية وقبلت بالطعن فبقيت في المنصب ،لذا كان يجب عليك أن تقدم استقالتك بعد يوم من قبول المحكمة الإدارية الطعن لتثبت للذين يبحثون عن الكراسي والمناصب أنك لست من المتشبثين بالمنصب ولتثبت لأبناء محافظتك انك دائما تسعى إلى خدمتهم في هذا المنصب وليس الغاية التشبث به على الرغم للمنصب مغريات كثيرة ، ولكن الحاشية التي حولك تدفعك إلى التشبث بالمنصب ، لان لهم غايات أخرى .
أنت اعرف بأحوال المحافظة وانأ لا أحب أن اذكرها واشرحها عبر تلك النصيحة ، فمهما عملت فان المحافظة لن تنهض لأسباب أنت تعرفها جيدا ، ومهما قدمت من جهود فان جهودك ستذهب سداً ، ومهما تعاونت مع الآخرين فأنهم لن يرضوا عنك ، وأن رضوا عنك فأنهم يرضون إمامكم وخلفك يطعنون بك . كن شجاعاً وتوكل على الله وفاجئ الجميع بتقديم استقالتك ، فأن المردود سيكون ايجابيا عليك مستقبلا وان بقيت فان المردود سلبا عليك وسوف تخسر مستقبلا ، والتجربة خير برهان ، انظر إلى المحافظين الذين قبلك ، أين أصبحوا ؟!!! كلهم رحلوا وأنت سوف ترحل شئت أم أبيت لان الظروف غير مشجعة على بقاءك في المنصب أبدا .
استوعب التجربة وكن مثالا ، واجعل التاريخ يسجل لك ذلك ، لا تكن صفراً على الشمال ، بل كن رقما صعبا ، يحسب لك الآخرون ألف حساب .. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولك .. اللهم أني بلغت فاشهد .. وما على الرسول إلا البلاغ المبين .. والحمد لله رب العالمين .
الكاتب والإعلامي
الحاج هادي العكيلي
الناصرية / ذي قار
شهر شعبان
https://telegram.me/buratha